هل الجراد من علامات قيام الساعة أم عذاب من الله لعباده

جراد

نشرت وسائل إعلام في المملكة العربية السعودية اليوم الخميس 20 فبراير 2020، مقاطع فيديو، حيث هاجمت أسراب من الجراد المحاصيل الزراعية في الأفلاج، وهدد منتجات المزارعين الذين أطلقوا استغاثتهم بالجهات المسؤولة للحفاظ على ما تبقى من محاصيلهم.

ولجراد أصناف كثيرة وأنواع متعددة فبعضه كبير الجثة، وبعضه صغيرها، وبعضه أحمر، وآخر أصفر، وبعضه أبيض، والجراد إذا خرج من بيضه يقال له الدبى، فإذا طلعت أجنحته وكبرت فهو الغوغاء، فإذا بدت فيه الألوان واصفرت الذكور، واسوَدَّت الإناث سمي جراداً حينئذ، وللجرادة ستة أرجل، ويدان في صدرها، وقائمتان في وسطها، ورجلان في مؤخرها، وطرفا رجليها منشاران.

وتساءل العديد من المواطنين هل قدوم الجراد هو عذاب من الله سبحانه وتعالى لعباده أم جند من جنود الله أم علامة من علامات الساعة، القرآن الكريم ذكر في موضعين الجراد، الأول ورد ذكره فيه كجندي من جنود الله تعالى، أرسله الله على العصاة من عباده عقابا لهم، فقال جل من قائل: ( فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقُمل والضفادعَ والدم آيات مفصلات فاستكبرُوا وكانوا قوماً مجرمين) سورة الأعراف 133.

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: ( الجراد جند من جنود الله ضعيف الخلقة، عجيب التركيب، فيه خلق سبع حيوانات، فإذا رأيت عساكره قد أقبلت، أبصرت جندا لا مرد لهم، ولا يحصى منه عدد ولا عدة، فلو جمع الملك خيله، ورجاله ودوابه وسلاحه ليصده عن بلاده لما أمكنه ذلك، وهذا من حكمته سبحانه وتعالى أن يسلط الضعيفَ من خلقه الذي لا مؤنة له على القوي، فينتقم به منه، وينزل به ما كان يحذره منه، حتى لا يستطيع لذلك ردا ولا صرفا ).

والموضع الثاني جاء ذكر الجراد في سياق وصف يوم الحشر، وحال الناس حين يخرجون من قبورهم، وهم في فَزَعٍ عظيم، وأمر مريج، كأنهم الجراد المنتشر بكل اتجاه، قال سبحانه:

( خُّشّعٌاً أبصارُهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر ) .( القمر: 7)

وأما ورود ذكر الجراد في السنة النبوية المطهرة، فقد روي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أنه صلى الله عليه وسلم قال:(أُحِلّت لنا ميتتان ودمان: الجراد والحيتان، والكبد والطحال)، ولعل الحكمة من إباحة أكل الجراد من غير تذكية، أنه خال من الدم المسفوح الذي تحتويه بقية الحيوانات، ومن ناحية أخرى فإنها من الحشرات التي لا تأكل القاذورات أو النجاسات، لأنها تعيش في البراري، فيكون أكلها مغايراً لباقي الحشرات ولخلوها من مسببات المرض، كما أنها تمثل عوضا عما يصيب الناس من كوارث بسببها وبهذا تكون أشبه بالبديل الغذائي الأمثل.

وفي وقت سابق، حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من تكاثر الجراد على ساحل البحر الأحمر في السعودية واليمن وإريتريا والسودان ومصر.

وقال المنظمة، في بيانها، إن تهديد الجراد في القرن الأفريقي وعلى الحدود الهندية الباكستانية "خطير للغاية"، مشيرة إلى أن الأمطار الغزيرة سقطت في مناطق التكاثر الشتوية على جانبي البحر الأحمر وفي القرن الأفريقي وجنوب إيران وعلى إثره سيحدث التكاثر على ساحل البحر الأحمر في السعودية واليمن وإريتريا والسودان ومصر.

وأضافت أنه من المرجح أن تتشكل فرق من الجراد في أوغادين في إثيوبيا وفي شمال عمان؛ حيث قد تصل بضعة أسراب من المنطقة الهندية الباكستانية خلال الشهر الجاري.

وأشارت إلى أنه يمكن أن تغطي الأسراب ما يصل إلى 150 كيلومتراً (93 ميلاً) يومياً ويمكن لسرب صغير أن يأكل غذاء نحو 35 ألف شخص يومياً.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد