ماذا كتب بنيامين نتنياهو عن صفقة القرن ؟

بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإٍسرائيلية

كتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مقالا في صحيفة يسرائيل هيوم الصادرة اليوم الجمعة حول صفقة القرن الامريكية التي أعلن عنها الرئيس الامريكي دونالد ترامب في الثامن والعشرين من شهر يناير الماضي.

وعدد نتنياهو في مقاله أسباب كثيرة تدفع بالإسرائيليين لقبول صفقة القرن وأن لا يتم تفويت هذه اللحظة والفرصة، متعهدًا بالعمل على تطبيقها عقب الانتخابات.

وشدد فيها على ضرورة أن لا تؤثر الانتخابات المقبلة في الثاني من الشهر المقبل، والعمل على اغتنام ما وصفها بـ "الفرصة التاريخية" لتطبيق الخطة الأميركية، والتي تمثل تحقيقًا لـ "الرؤية الصهيونية". كما قال.

وقال إن هذه الخطة التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ستوفر الحماية لإسرائيل، وتشكل حدودها، وتعمل على تأمين مستقبلها. معتبرًا ما يروج من قبل بعض وسائل الإعلام وجهات أخرى من تشويه للصفقة بأنها ادعاءات خاطئة. وفق قوله.

وبين أن الخطة لأول مرة ستسمح لإسرائيل منذ إنشائها، بالحصول على اعتراف أميركي بالسيادة على مناطق المستوطنات بالضفة الغربية، وكامل مناطق غور الأردن، وأن ذلك يمثل تحقيقًا لــ "الرؤية الصهيونية".

وأشار إلى أن تطبيق السيادة على تلك المناطق سيكون وفق ما أعلن عنه السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، من خلال عملية رسم الخرائط من قبل لجنة إسرائيلية - أميركية مشتركة.

وأشاد بمواقف ترامب الداعمة لإسرائيل، الوفاء بوعوده، بدءًا من الخروج من الاتفاق النووي مع إيران، وصولًا للاعتراف ب القدس عاصمةً لإسرائيل، ونقل السفارة إليها، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.

وقال "هو أيضًا سيقف إلى جانبنا في مسألة السيادة بالضفة وغور الأردن والبحر الميت".

وتطرق لقضية أن الصفقة تنص على إقامة دولة فلسطينية، مشيرًا إلى أن الخطة بالأساس تضع شروطًا صارمة على الفلسطينيين من بينها إحداث تغيير أساسي في المجتمع الفلسطيني وتحويله إلى كيان ديمقراطي، وأن تستوفي هذه الدولة الشروط الإسرائيلية والأميركية، ومنها الدخول في مفاوضات يتم من خلالها البدء بالتوقف عن دفع رواتب أهالي منفذي العمليات، ووقف أي محاولات للانضمام للمنظمات الدولية دون موافقة إسرائيل، وسحب دعاوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية.

وبين أن هذه كلها شروط مسبقة يتعين على الفلسطينيين الوفاء بها من أجل الدخول في مفاوضات سياسية، ولاختتام هذه المفاوضات يجب أن تستوفى شروط أخرى تتمثل في الاعتراف بدولة إسرائيل كدولة يهودية، والاعتراف بالقدس المتحدة كعاصمة لإسرائيل، والموافقة على السيطرة الأمنية الإسرائيلية على كامل الأراضي الواقعة غرب الأردن - جوا وبحرا وبرا، والكف عن التحريض ضد إسرائيل، بما في ذلك في المناهج والكتب المدرسية وجميع مؤسسات السلطة الفلسطينية، والتخلي عن حق عودة اللاجئين، ونزع سلاح حماس والجهاد والمنظمات الأخرى، وفرض السيطرة الكاملة على السكان ب غزة والضفة، وإجراء انتخابات حرة، وضمان حرية الصحافة، وحماية حقوق الإنسان، والحفاظ على الحرية الدينية، ومنح المساواة في الحقوق للأقليات الدينية.

وأضاف "ومرة أخرى، فإن إسرائيل والولايات المتحدة هما اللتان يقرران ما إذا كان الفلسطينيون يستوفون كل هذه الشروط قبل التوصل إلى أي اتفاق".

واعتبر أن هذه الخطة الأميركية هي الأكثر ودية التي قدمت لإسرائيل على الإطلاق، وهي تعكس انجاز تاريخي في مصيرها. مشيرًا إلى أن هذه الخطة لا تفرض على إسرائيل أي شروط للدخول في المفاوضات مثلما كان سابقًا يتم من قبل خطط أخرى مثل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وتجميد البناء في المناطق لمجرد الدخول في المفاوضات. بالإشارة منه لإدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

وأشار إلى أنه بغض النظر عن موافقة الفلسطينيين أو رفضهم، سيتم الحصول على اعتراف أميركي بالسيادة، في حين أن الفلسطينيين مطالبون بمنح تنازلات كبيرة فقط من أجل الدخول في مفاوضات، وأنها لأول مرة الخطة تدفع باتجاه تسوية قضية اللاجئين اليهود الذين أجبروا على الفرار من الدول العربية والإسلامية، وتدعو الدول العربية إلى وقف مبادراتها ضد إسرائيل في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية.

ووصف الخطط الأميركية السابقة (بالإشارة لإدارة أوباما) بأنها كانت تحمل برامج سياسية مشوهة بالنسبة لحقوق إسرائيل، على عكس هذه الخطة التي توفر الأمن لكل من وصفهم بـ "مواطني دولة إسرائيل"، من خلال الحفاظ على حق تل أبيب في الحفاظ على السيطرة الأمنية بالضفة وغور الأردن، وهذا ما سيمنع تنفيذ هجمات ضد المدن الرئيسية في داخل إسرائيل.

ودعا جميع الإسرائيليين بما فيهم المعارضة أن لا يدعوا الانتخابات تؤثر على تفويت هذه الفرصة التاريخية. كما قال.

وقال "إن الخيار الذي سنتخذه في الأسابيع المقبلة، سيحدد مستقبل أمتنا إلى الأبد. بعد 11 عامًا من العمل ضد سياسات الانسحاب والتهجير التي تنتهجها الحكومات الأمريكية السابقة، وبعد ثلاث سنوات من العمل عن كثب مع الرئيس ترامب وفريقه - أصبح لدينا أخيرًا فرصة لتعزيز ثقتنا وتعيين حدودنا وتأمين مستقبلنا".

وفي 28 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخطوط العريضة ل"صفقة القرن" المزعومة، خلال مؤتمر صحفي في واشنطن، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو.

وتتضمن الخطة التي رفضت فلسطينيا وعربيا وإسلاميا، إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.

وتشهد الأراضي الفلسطينية منذ إعلان خطة السلام المزعومة مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية احتجاجا على الصفقة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد