هنية: لا نخشى التهديدات الإسرائيلية وحريصون على العلاقات مع مصر

غزة /سوا/ قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن حركته لا تخشى التهديدات والمزايدات الانتخابية الإسرائيلية في التهديد بالحرب على غزة، مشيراً إلى أن "حماس"حريصة كل الحرص على علاقات جيدة مع مصر وعلى أمنها واستقرارها الداخلي.

وقال هنية خلال مؤتمر فسطين العلمي تحت عنوان "فلسطين أسباب الاحتلال وعوامل الانتصار" والذي عقد بمدينة غزة مساء اليوم، إن إسرائيل تتحمل أي تصعيد إسرائيلي جديد تجاه قطاع غزة، مشيراً إلى ان حركته لا تفتعل الحروب وإنما هي "ضحية للعدوان والحصار".

وحول الوضع في غزة، قال هنية إن غزة منتصرة ولكنها تعاني من ملفات مؤلمة في مقدمتها الاعمار والحصار ورواتب الموظفين، مبيناً أن القطاع ترك بعد 3 حروب ليعاني أهله "مرارة الحصار".

وأشار إلى أن مسؤلية اعادة الاعمار مسؤلية عربية وإسلامية ودولية، موضحاً أن الحروب فرضت على غزة لكسر صمود وارادة أهلها، وفي محاولة اسرائيلية للتخلص من "القطاع الصلب".

وقال إن "إسرائيل فشلت والمقاومة حطمت اسطورتها برا وبحرا جوا ومن تحت الأرض وفوقها".

وأقر هنية  بالأزمة التي تعيشها حركته، وقال: "حماس تمر في ظروف صعبة واستثنائية"، مشيراً إلى أن حركته "تثق بربها وشعبها وستبقى ملتزمة في مواجهة العدوان وستخرج من الأزمة".

وحول ملف المصالحة قال هنية، "نحن في غزة تخلينا عن الحكومة برغبة كبيرة من أجل الوحدة الوطنية وعملنا على تسهيل حكومة الوفاق وعلى الحكومة وقف ادعائتها بخصوص عدم قيامنا تسليم المعابر لها".

وبين هنية، أن كل من يزال نازح ويعيش في مراكز الإيواء لا يجدون عذرا لأحد في التقصير بخصوص ملف الاعمار، داعياً الحكومة للقدوم إلى غزة وتحمل المسؤلية وادارة الشأن الوطني وعدم محاربة "أحد في راتبه" والاشراف على الشأن العام بما في ذلك المعابر.

وقال هنية "لا بد من تكريس مبدأ الشراكة دون اقصاء أحد".

وانتقد هنية عدم تنفيذ بنود المصالحة المتفق عليها خاصة فيما يتعلق بعد اجتماع الاطار القيادي لمنظمة التحرير وعدم دعوة المجلس التشريعي للانعقاد"، بالاضافة إلى عدم اتخاذ أي إجراء على صعيد الانتخابات الرئاسية والتشريعية.

كما ادان هنية عدم تنفيذ أي "آلية للمصالحة الأجتماعية"، وقال إنه لا بد من "مسح معاناة العائلات التي فقدت أبناءها في الصراع الداخلي"، مستنكراً استمرار ما وصفها "حملة الاعتقالات الداخلية في الضفة وحرمان الناس من ممارسة نشاطهم السياسي".

وانتقد هنية عدم اشراك حركته في قرارات المفاوضات وقال "يجب أن لا تكون القرارات  أحادية بخصوص المفاوضات ومجلس الأمن وموقفنا من التعامل الأمني مع إسرائيل كل ذلك ينبغي أن يصدر عن شراكة وطنية كما طلب منا أن يكون قرار السلم والحرب قراراً ليس احاديا"

وشدد على جاهزية حركته على تنفيذ كافة ملفات المصالحة، داعياً الجميع لتنفيذا ما تم الاتفاق عليه في الدوحة والقاهرة والشاطئ.

وعن ما تتعرض له القدس قال هنية "إن اسرائيل تسعى لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً وبناء الهيكل متزامنا مع زيادة القمع الإسرائيلي"، وضد الأسرى والمعتقلين.

وأشار هنية إلى حديث ليبرمان حول تأييده اعدام الأسرى، وقال "نحن اليوم أمام الحقائق الهادفة إلى طرد الفلسطينيين من القدس وبقية المدن وفقا لتصريحات نتنياهو التي قال فيها إن القدس ستبقى عاصمة موحدة لإسرائيل.

 وقال"القدس لنا والأرض لنا ولن تحلموا يوما بأن تكون القدس عاصمة لكيانكم ولا مكانة لكم في أرض فلسطين ما دام فينا عرق ينبض".

وحيا هنية المرابطين في المسجد الأقصى وأهالي 48، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني واحد ولن يخذل المسجد الأقصى، وأشار إلى أن غزة ستكون منصة الانطلاق نحو القدس وتحرير فلسطين.

ووجه هنية رسالة إلى المجتمع الدولي أن المقاومة مشروعة ومسئولة وحكيمة وحددت بوصلتها، مثنياً على التصريحات التي قالها أمين عام الجامعة الدول العربية ووزير خارجية قطر اللذان أكدا على أن حماس ليست حركة ارهابية وإن الشعب الفلسطيني من حقه أن يقاوم.

ووصف هنية ما يحدث في وصف القسام ارهابي بـ "الانهيار والانقلاب الأخلاقي على مبادئ الأمة".

وبين هنية أن حركته ضد الارهاب فكرا وسياسة وضد الارهاب بسبب الطائفة أو الفكرة، واشار أن المقاومة هي دفاع عن النفس ومواجهة للمحتل.

وحول العلاقة مع مصر أشار هنية إلى أن حركته تنظر لمصر بصفها "الجارة والشقيقة الكبرى والحاضنة التاريخية والجغرافية ولها مع الشعب الفلسطيني تاريخ طويل"، مضيفاً أن "دماء الجيش المصري اختلطت بدماء الشعب الفلسطيني في الماضي".

وتابع هنية: "هنالك من يفتري على غزة وعلى حماس والقسام وهنالك من يحرض على القسام"، مستنكراً مطالبة بعض وسائل الاعلام المصرية بضرب غزة.

وأعرب نائب رئيس المكتب السياسي لحماس عن أسفه على التحريض على غزة وأهل غزة ونسج ما وصفها "التقارير المفبركة والقصص في الشأن المصري والأحداث في شأن سيناء وغيرها متجاوزين الأدبيات والمصالح المشتركة" على حد قوله.

وقال: "نحن نقول على المستوى الرسمي والشعبي غزة علمت الدنيا معنى الرجولة والثبات وغزة تحتاج من مصر الاحتضان و فتح المعابر وتحتاج من مصر مد اليد الرحيمة والحامية التي عرفناها عن مصر".

كما أشار هنية إلى حرص حركته على مصر واستقرارها وأمنها الداخلي، مؤكدا أن عدم التدخل في أمن مصر وشؤنها الداخلية لم يحدث في الماضي والمخابرات المصرية تعرف ذلك جيدا" على حد قوله.

وأضاف "بذلنا كل جهودنا لحماية الأمن المشترك والأمن العربي والقومي مع مصر، ونحن حريصين على العلاقة والتعامل مع مصر ونحترم خصوصية مصر ولا نتدخل في خصوصيتها وهو موقف استراتيجي لن يتبدل"، متمنياً الوحدة للمصريين ووقف نزيف الدم في كافة انحاء الوطن العربي.

من جانبه، طالب وزير الداخلية السابق والقيادي البارز في حماس فتحي حماد، باشراك كافة الجبهات في المناطق المحيطة تجاه إسرائيل في أي معركة قادمة، وأن لاتقتصر على الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى فتح خطوط الامداد للمقاومة.

وبين أنه يجب المساهمة العربية في تحرير فلسطين لا محاصرة المقاومة على حد قوله.

وتابع: "الأمة الإسلامية عليها أن تعد نفسها لتسلم مفاتيح القدس، مطالباً بفتح الحدود لدخول السلاح والمال والرجال، كخطوة أولى لتحرير فلسطين".

وقال  إن المؤتمر خطوة على طريق تحرير فلسطين ضمن ما وصفه "الوعد الالهي لتحرير فلسطين"، مشيراً إلى أن المقاومة استطاعت تحقيق انجازات مهمة في فلسطين بفضل توفر عناصر الاصرار والصمود وبفعل النسيج المجتمعي الذي شكل فضاءً حاضنا للمقاومة.

وحيا حماد خلال كلمته، المقاومة الفلسطينية وكافة الأذرع العسكرية بما فيها كتائب القسام وسرايا القدس، مشيراً إلى أن المقاومة لن يضرها من خذلانها أو من يصفها بـ"الارهاب" على حد قوله.

وأشار إلى أن اتفاقيات السلام التي وقعتها الدول العربية والمنظمة مع إسرائيل لن توقف العدوان الإسرائيلي، والذي سيهزم الاحتلال وينهي عدوانه المقاومة فقط.

من جانبه، قال وزير خارجية قطر خالد العطية ، خلال مشاركته بكلمة مسجلة في المؤتمر إن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية كلها، مشيراً إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي بسياسة الحصار والاحتلال يمثل تحدي للمجتمع الدولي.

وأضاف: "نحن نعيش أزمة الشرعية الدولية وازدواج المعايير".

وقال: "ما تفعله اسرائيل يعكس عجز المجتمع الدولي عن اجبار إسرائيل على تنفيذ الاتفاقيات التي عقدتها إسرائيل مع الفلسطينيين، المجتمع الدولي  اكتفى بادارة النزاع وأن المستقبل للسلام وأن قوى العدوان إلى زوال ويتعين الضغط العربي على المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل".

وتابع "عملية السلام لا تبدأ من نقطة الصفر، ولكن هنالك قرارات دولية يجب أن تنفذ"، مؤكداً على  موقف قطر الثابت للحصول على حقوقه في اقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وتنفيذ اتفاقيات المصالحة وعلى رأسها اتفاقيات الدوحة والقاهرة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد