في فلسطين: الألعاب النارية تفسد فرحة نتائج الثانوية العامة

الالعاب النارية خلال الاعلان عن نتائج الثانوية العامة

مشهد الرصاصة الطائشة التي باغتت طالبة الثانوية العامة ، فور الإعلان عن نتيجتها، لم تغب عن ذاكرة أهالي قطاع غزة ، فتحولت طقوس الفرح إلى طقوس عزاء، وخيَم الحزن على عائلة الطالبة المتفوقة، فلم تكن تدري الطالبة المٌحتفى بها أن هذه الرصاصة ستقتل طموحها وأحلامها معها.

منذ صبيحة الإعلان عن نتائج الثانوية العامة، تخترق الطلقات النارية سكون الصباح، ويستيقظ الناس على أصوات تزعج مضاجعهم، في محاولة من البعض التعبير عن الفرح بطرق سلبية يذهب ضحيتها أرواح بريئة.

ظاهرة إطلاق النار، والألعاب النارية، ما زالت حاضرة في جميع المناسبات الفلسطينية، رغم التحذيرات المتواصلة من عواقبها على المجتمع، وتهديد حياة أشخاص آمنين في بيوتهم وأثناء مراسم احتفالهم، وما زال الهلع سيد الموقف لدى الكثير من سكان القطاع، مع اقتراب موعد الإعلان عن نتائج الثانوية العامة 2019 "الإنجاز".

أعربت وسام الشنطي المحاضرة في جامعة فلسطين، عن تخوفها من تجاوز التحذيرات التي أطلقتها الشرطة بمنع إطلاق النار والألعاب النارية فور الإعلان عن نتائج الثانوية العامة، مثمنة الدور الذي تقوم به الشرطة من ضبط الأمن في المدينة، حفاظاً على أرواح الجمهور.

وقالت الشنطي لمراسلة "سوا": " في كل سنة يتم إصدار نفس القرار ولا جدوى، وللأسف تتوجع قلوبنا بسماع وفيات في نفس يوم فرحة النجاح، ويكون الضحية من طلبة الثانوية العامة"، متمنية أن يتم إدخال الفرحة على قلوب الناجحين وذويهم بطرق لطيفة بعيداً عن إطلاق النار والعبث بالسلاح.

يشتكي المواطنون في غزة من أصوات إطلاق النار، والألعاب النارية ، وما تسببه من خوف وهلع لدى الأطفال، وضجيج وإزعاج لدى كبار السن، أعرب الستيني صخر أبو القمبز عن رفضه لظاهرة إطلاق النار فور الإعلان عن نتائج الثانوية العامة، لجلبها الكثير من الأضرار على المواطن وصحته.

وطالب المواطن أبو القمبز الشرطة والجهات المختصة بملاحقة كل من تسول له نفسه باستخدام المفرقعات، كونها تجلب الضوضاء والضرر على البيئة وصحة الفرد، مشيراً إلى إمكانية التعبير عن الفرح بطرق ووسائل أخرى، عبر توزيع الحلوى للجيران والأقارب، أو إقامة احتفال يتخلله فقرات ومسابقات، تشجيعاً للطلبة المقبلين على مرحلة الثانوية العامة.

وبدورها، رفضت ابتسال نصار طالبة الثانوية العامة التعبير عن النجاح بنتائج الثانوية العامة عبر إطلاق النار في الأجواء، كونها تسبب الأذى والإزعاج أكثر من الشعور بالفرحة.

كما وأشادت بدور الشرطة بالحفاظ على سلامة الأفراد في غزة، من خلال قرار منع إطلاق النار والألعاب النارية، احتفاءً بالثانوية العامة، مشيرة إلى وجود طرق بديلة للاحتفال، منها: بتوزيع الحلوى، أو إقامة طقوس احتفالية تجمع الأهل والأقارب والجيران.

لم تغب معالم الفرحة عن طالبة الثانوية العامة، فور تساؤل مراسلة "سوا" عن طقوس الاستعداد والتحضيرات الجارية لاستقبال الثانوية العامة، حيث لفتت إلى أنها متلهفة ليوم النتائج، سيما وأنها تلقت وعود من عائلتها بهدايا ثمينة في حال جلبت معدل يجعل قلوبهم تتراقص فرحاً.

كما ويستعد أحمد الحتو طالب الثانوية العامة، للاحتفال بنتيجته، بعيداً عن الألعاب النارية، سيما وأنه تم إصدار قرار من الشرطة بمنع إطلاقها، حفاظاً على سلامة المواطنين في غزة، ولعدم إفساد فرحة النجاح بسقوط المزيد من الضحايا في صفوف المواطنين من أهالي القطاع.

اقرأ أيضا: رابط نتائج الثانوية العامة التوجيهي فلسطين 2019 دفعة الإنجاز

وينتظر الطالب الحتو موعد الإعلان عن نتائج الثانوية العامة على أحر من الجمر، كي يحزم أمتعته ويدرس الطب خارج جامعات الوطن، معتبراً بأن هذا أفضل احتفال وهدية تقدمها له عائلته.

وفي سياق متصل، ومع اقتراب الإعلان عن نتائج طلبة الثانوية العامة في فلسطين 2019 "الإنجاز"، حذرت الشرطة المواطنين من إطلاق النار، والعبث بالألعاب النارية، خلال إعلان نتائج الثانوية العامة.

وقالت الشرطة لـ"سوا:" ندعو جميع المواطنين بعدم إفساد هذا العرس الوطني الكبير، من خلال إطلاق النار في الهواء، والألعاب النارية، والذي سبب خلال السنوات السابقة حالات قتل وإصابات مختلفة.

بدوره، صرَح المتحدث باسم النائب العام زياد النمرة، بأن النيابة ستقوم بالتنسيق مع أقسام و دوائر الشرطة و المباحث العامة في كافة محافظات قطاع غزة باتخاذ الإجراءات القانونية الحازمة بحق من يثبت استخدامه للسلاح في المناسبات و خاصة يوم إعلان نتائج الثانوية العامة.

وقال النمرة: " إن استخدام السلاح في مثل هذه المناسبات يشكل جريمة يعاقب عليها القانون فإننا نتمنى لكافة أبناء شعبنا السلامة و الاستقرار في ظل مجتمع يسوده العدل و الإنصاف"، ويأتي ذلك في محاولة من النيابة على حماية أمن و سلامة و استقرار المجتمع الفلسطيني؛ و حفظ حقوقه؛ و صون حرياته؛ و منع تكدير صفو الطمأنينة العامة؛ و انطلاقاً من المسؤولية الوطنية و القانونية؛ و حفاظاً على أرواح المواطنين ؛ و تطبيقاً لمبدأ سيادة القانون.

يُشار إلى أن وزارة الصحة سجلت حالات قتل وإصابات متعددة، جرَاء عمليات إطلاق النار والألعاب النارية خلال السنوات السابقة، وعلى الرغم من التحذيرات والدعوات بعدم إطلاق النار والعبث بالألعاب النارية، يواصل بعض التجار بيعها بطرق وأساليب ملتوية، وخاصة للأطفال، من أجل جني المزيد من المال والأرباح، غير مكترثين بعواقبها الوخيمة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد