القبض على أكبر شبكة للرق في بريطانيا

الإتجار بالبشر

تمكنت الشرطة البريطانية من القبض على أكبر عصابة لتهريب البشر في بريطانيا، ووصف قاضي المحاكمة تلك العصابة بأنها أكبر شبكة للرق المعاصرة على الإطلاق تم التعرف عليها في البلاد.

ويعتقد أن تلك العصابة، حققت أكثر من مليوني جنيه إسترليني، أي ما يعادل 2.5 مليون دولار من تهريب ضحاياها من بولندا، وحكم على خمسة رجال وثلاث نساء، جميعهم من بولندا بالسجن لأكثر من 55 عامًا، وحكم على البعض منهم في فبراير، لكن القيود المفروضة على القضية حالت دون ذكر أسمائهم حتى يوم الجمعة الماضي، بحسب "CNN".

وتعتقد الشرطة أن عدد ضحايا تلك العصابة قد يصل إلى 400 ضحية، وتتراوح أعمارهم ما بين 17 :60 عامًا، وكانت العصابة تعدهم بوظائف وإقامة في المملكة المتحدة ولكنهم بعد ذلك يضطروا للعمل في المزارع ومراكز إعادة تدوير النفايات في ويست ميدلاندز بغرب وسط إنجلترا، وكانت تحصل العصابة على جزء كبير من رواتبهم. وكان يعمل البعض من الضحايا مقابل 50 بنسًا فقط، أي ما يعادل 63 سنتًا في الساعة.

وأجبر الضحايا على العيش في مساكن ضيقة، وبعضها دون مراحيض أو تدفئة، وذكر بعض الضحايا أنهم أُجبروا على الغسل في مياه القناة وتغذيتهم بأطعمة قديمة وتعرض بعضهم للضرب.

وبدأت الشرطة التحقيق في القضية بشهر فبراير 2015، بعد أن نجا ضحيتان من خاطفيهما وساعدتهما جمعية الأمل للعدالة الخيرية، وقال كبير مفتشي الشرطة نيك ديل، من ضباط التحقيق، إن العصابة تعاملت مع ضحاياه على أنهم "سلع تلبي جشعهم".

وأضاف أنه إذا اعترض أحد من الضحايا على معاملتهم، حينها يتعرضوا للضرب أو التهديد بالعنف وقيل لهم إن أفراد عائلاتهم في بولندا سيتعرضون للهجوم، وأضاف أنه تم إخبار بعض الضحايا بأنهم سينقلون إلى الغابة لحفر قبورهم.

وأوضح ضابط التحقيق: "شعر معظم الضحايا بالعجز عن الهرب، مع عدم معرفة المنطقة التي يعيشون فيها، ومهاراتهم في اللغة الإنجليزية ضئيلة أو معدومة، ولا أحد يلجأ إلى مساعدتهم، لقد تحولت حياتهم إلى بؤس وجميعهم يعانون من الندوب الجسدية والنفسية لاستغلالهم".

وأخبرت إميلي مارتين، من وحدة مكافحة الإتجار بالبشر والرق الحديثة، "سي إن إن" أن الإتجار في العمال يمثل مشكلة متنامية في المملكة المتحدة. وأضافت: "كان من المعتاد أن تكون حالاتنا في الغالب من أجل استغلال النساء والدعارة القسرية، ولكن مع الوقت بدأ الناس يلاحظون أنواعًا مختلفة من الاستغلال والشرطة تدرك أن استغلال العمال في ازدياد كبير".

ويشار إلى أن عدد ضحايا العبودية في المملكة المتحدة وصل إلى 6،837 في عام 2017، وكانت ألبانيا أكثر بلدان المنشأ شيوعًا بين البالغين، تليها فيتنام والصين. فيما كانت رومانيا وبولندا من بين الدول العشر الأكثر شيوعاً، وفقًا للتقرير السنوي لعام 2018 الصادر عن المملكة المتحدة حول الرق الحديث. "بوابة الوطن"

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد