الأمواج العاتية تدمّر عشرات الاستراحات وتبتلع عدة قوارب

غزة / سوا / ابتلعت الأمواج العاتية التي ضربت شواطئ قطاع غزة عدداً من قوارب الصيد متوسطة وصغيرة الحجم كما دمرت الأمواج عشرات الاستراحات البحرية وابتلعت أجزاء منها داخل البحر.


وفي تقرير نشرته صحيفة الأيام المحلية قالت فيه :"تركز الدمار الكبير في شاطئ جباليا وبيت لاهيا حيث طغت مشاهد الأخشاب المتناثرة والخيام المتهالكة مشهد الشاطئ بعد ان هدأ غضب البحر مع ساعات ظهيرة يوم امس بعد يومين من الرياح العاتية التي ضربت المنطقة وتسببت في ارتفاع غير مسبوق وكبير في أمواج البحر".


وتعرض صيادو محافظة الشمال لخسائر فادحة بعد ان ابتلع المد البحري العديد من القوارب رغم تمكينها في مناطق مرتفعة وآمنة شرق الشاطئ.
ولم يتمكن أصحاب هذه المراكب من إنقاذها بسبب هيجان البحر وارتفاع الأمواج والمخاطر الكبيرة التي تعترضهم في حال اقتربوا من المياه، كما يقول صاحب القارب كامل الانقح.


ولم يعثر الانقح على أي اثر لقاربه بعد أن ابتلعه البحر مع عدد من القوارب الأخرى، أول من أمس.


وصب الانقح جام غضبه لعدم إقامة ميناء بحري في محافظة شمال غزة أسوة بالمحافظات الأخرى كغزة وخان يونس ورفح.


وتتجدد معاناة الصيادين وأصحاب الاستراحات كل عام مع مثل هذه الاحوال الجوية، كما يقول صاحب الاستراحة المدمرة حسان العطار والذي اخذ يتفقد ما تبقى من استراحته بحسرة وألم.


وبعد انقشاع الغبار وانخفاض حدة سرعة الرياح وتراجع المد البحري تفقد العشرات من أصحاب الاستراحات الدمار الذي حل بهم وسط ذهول وصدمة ومطالبات بالتعويض كما هو الحال مع العطار الذي وصف ما حل به بالكارثي.


وقال: إنه لن يستطيع إعادة تجهيز استراحته خلال الأسابيع القادمة وتهيئتها لفصل الصيف القادم.


ووصف العطار ما حدث بغير المسبوق مقارنة مع الأحوال الجوية التي ضربت المنطقة خلال السنوات الماضية.


واستغل مواطنون محتاجون وفتية الدمار الذي حل بالاستراحات المكونة من الأخشاب في جمع ما تبقى من أخشاب وأحطاب لبيعها او استخدامها في الأغراض المنزلية وسط استياء اصحاب الاستراحات.


ويمتلئ شاطئ البحر بالأخشاب وبقايا الخيام الممزقة وغيرها في مشهد يذكر بزلزال قد ضرب المنطقة.


وانشغل الصيادون الذين يتجمعون في منطقة خلف مقر للدفاع المدني على شاطئ مدينة جباليا في تحصين قواربهم تحسباً لتجدد الرياح وسط قلق شديد على مصيرها لعدم وجود حماية وكواسر للأمواج وهو ما دفع الصيادون الى المطالبة بسرعة إنشاء ميناء او على الاقل مرسى ومكان لحماية مراكبهم التي تتعرض سنوياً للدمار والأضرار في مثل هذه الأحوال.


ويتجمع اكثر من 300 صياد في مساحة لا يتجاوز عرضها الخمسين متراً فقط على شاطئ مدينة جباليا في وقت يطالبون بزيادتها الى اكثر من 250 متراً لتكون قادرة على استيعاب اكثر من 40 مركباً متوسط الحجم.


وانتقد الصياد والناشط في حقوق الصيادين جهاد السلطان بلدية جباليا ومديرية الدفاع المدني لعدم اكتراثهم بمعاناة الصيادين.


وقال السلطان: إن بلدية جباليا لا تزال ترفض توسيع المنطقة الخاصة بتحصيل قوارب الصيد والتي لا تتجاوز الخمسين متراً فيما يحتاج الصيادون الى اكثر من 200 متر عرضاً.


كما انتقد السلطان إصرار الدفاع المدني على السيطرة على مساحة كبيرة من المنطقة المخصصة للصيادين بحجة إدارة عمليات الإنقاذ البحري في المنطقة.


وقال السلطان: إن بإمكان الدفاع المدني الإدارة والإشراف على نحو ثلاثين منقذاً على شاطئ محافظة الشمال من خلال مساحة اقل.


وأكد السلطان أن الصيادين يتعرضون لمخاطر كبيرة وعدم قدرة على تحصين وتأمين قواربهم بسبب تواجد مقر الدفاع المدني ووجود استراحات ملاصقة تماماً لمكان تجمع القوارب.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد