القدس: انطلاق أعمال ندوة دولية لدعم صمود المقدسيين

قبة الصخرة

انطلقت اليوم الاثنين أعمال الندوة الدولية بعنوان "الحق في المدينة والوصول الى العاصمة للجميع" في جامعة القدس ، وتستمر على مدار يومين متتاليين تحت رعاية الرئاسة الفلسطينية .

وبحثت الندوة، التي نظمت في يومها الأول بمشاركة وزارة الحكم المحلي وبلدية العيزرية بالتعاون مع المدن والحكومات المحلية المتحدة UCLG)) وبلدية ننتير الفرنسية، سبل توفير حياة كريمة للمواطن المقدسي، ودمجه الاجتماعي في مراكز المدن، كجزء من اجتماع مرحلي في ضوء المنتدى العالمي لمدن الضواحي الذي سيعقد في عام 2020 في بكين. وفق الوكالة الرسمية 

وحضر الندوة التي افتتحها رئيس بلدية العيزرية عصام فرعون، كل من: ممثلة المدن والحكومات الصناعية المحلية المتحدة في الشرق الأوسط وغرب آسيا ميليس شاهين، ومدير قسم الخرائط في معهد الدراسات الفلسطينية خليل تفكجي، ورئيس جامعة القدس عماد أبو كشك، والأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى، ولفيف من الشخصيات الرسمية والشعبية في مدينة القدس

وقال فرعون، إن عقد الندوة اليوم من الأمور المهمة التي يوليها الرئيس محمود عباس فيما يتعلق بالعلاقات الدولية والفعاليات والنشاطات على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والمحلية.

واستحضر فرعون الأهمية الخصوصية والدينية لمدينة القدس، مؤكدا الحق في المدينة والوصول للعاصمة للجميع.

وأشار إلى أن هذه الندوة تكمن اهميتها في مواجهة التحديات الجديدة من خلال تقوية التدخلات في كل المناطق من اجل المساواة والتاكيد على الهوية وفقا للشرائع للدولية.

واضاف، ان مدينة القدس التي ما زالت تخضع لأبشع انواع الاحتلال منذ أكثر من نصف قرن، وان الاحتلال قد مارس فيها سياسيات جائرة بحق المدينة وسكانها من سياسة هدم المباني للحد من التواجد الفلسطيني في المدينة وحرمان المواطنين من الحق في التنقل.

من جهته قال وزير الحكم المحلي مجدي الصالح في كلمته، إن شعبنا الفلسطيني يقف متحدياً لأعظم قوة في التاريخ المعاصر، ويقول لرئيسها لا ل صفقة القرن ، ولا لكل قرارات التصفية والمؤامرات المشبوهة. اننا حين نطالب كل شعوب العالم وحكوماته الوقوف معنا في هذا الظرف العصيب، انما نطالبها ان تقف مع كل القيم الانسانية، هذه القيم التي دفعت شعوب العالم التضحيات والدماء عبر التاريخ من أجل تجسيدها ومن أجل إنهاء الاستبداد والظلم، وعلى العالم ان يرفض منطق القوة لفرض الحقائق وقهر الشعوب وان تكون القوة فقط للحق والعدل والحرية.

وأوضح أن العالم إذ يطور نظريات التخطيط والنمو الحضري من أجل سعادة الانسان ورفاهيته، ومن أجل تحقيق الازدهار لكافة الأجيال، إلا هنا في فلسطين، حيث تستخدم نظريات التخطيط والنمو الحضري كأداة للقمع والتهويد والطرد وحرمان الناس من حقوقها الأساسية في السكن والتعليم والصحة، نعم هذا الاحتلال الاسرائيلي الغاشم يستخدم كل أدوات وقوانين التخطيط الحضري وأنظمة البناء والتراخيص كأدوات حرب ضد الشعب الفلسطيني من أجل طردهم من أرضهم والتضييق على سبل معيشتهم، ويستخدم ايضا القوانين العسكرية للتلاعب في انظمة البناء ومصادرة الأراضي .

ونوّه الى إن المكان الوحيد بالعالم الذي تستخدم به نظريات التخطيط العمراني والحضري من أجل أغراض سياسية وعنصرية هي إسرائيل وبالذات بعد زوال نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا، لقد عمدت إسرائيل منذ احتلالها وإلى الآن الى بناء منظومة ومشهد حضري يشير الى الوجود الفلسطيني كوجود فرعي على هذه الأرض، وان المشهد والمنظومة الحضرية الأساس هي منظومة المستوطنين وطرقهم الالتفافية ومناطق توسعهم على حساب الأرض الفسطينية، ولتحقيق هذا الغرض فقد عملت على فرض القوانين العنصرية بأوامر عسكرية وغيرت من إجراءات التخطيط وأنظمته في تحدٍ سافر للقوانين الدولية وللقانون الدولي الانساني، فمنذ احتلالها والى الآن فرضت المئات من الأوامر العسكرية المتعلقة بالتخطيط والترخيص والمخططات الهيكلية، وكل ذلك ضمن سياسة ممنهجة عنصرية تستهدف إلغاء الوجود الفلسطيني .

ومن ناحيته، تطرق رئيس منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة ( (UCLGورئيس بلدية ننتير الفرنسية باتريك جاري، الى الصعوبات التي تواجهها بلدات العيزرية وأبو ديس والرام ومواطنوها من سياسيات احتلالية ترمي إلى فصلها عن مدينة القدس.

وأضاف: نحن من خلال هذه الندوة نعمل على تقاسم الخبرات من مواجهات الصعوابات التي تواجهها هذه المدن، ويجب أن نطالب في بلادنا مواصلة النضال من أجل الوصول الى القدس وبالتالي الدمج الاجتماعي للسكان وهذا ما يشغل شبكتنا منذ سنوات.

وأعلن جاري في كلمته عن مواصلة هذه الندوة خلال عام 2020 القادم في بكين (السنغال)، وذلك في ضوء المنتدى العالمي لمدن الضواحي.

بدوره بين ممثل الهيئات المحلية الفلسطينية رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة، أنه بالرغم من التحديات التي تمر بها دولة فلسطين، تعمل وزارة الحكم المحلي دوما على تقديم أفضل الخدمات لجميع المواطنين في جميع المناطق دون استثناء، وأن الوزارة تتطلع بشغف إلى السيادة الفلسطينية في كل المناطق المهمشة، وأن الحق في الوصول الى العاصمة يعتبر حقا لكل فرد ولا يمكن انكاره والوصول الى القدس مدينة الديانات السماوية.

وأشار إلى أن الواقع في مدينة القدس لا يختلف كثيرا عن مدينة الخليل سوى في تصاعد وتيرة الاحداث في مدينة القدس.

إلى ذلك أوضح القنصل الفرنسي في فلسطين بيار كوشار، أن أهمية هذه الندوة أنه يجري عقدها بعد 12 يوما من قمة المنامة، وإننا نؤمن في أن السلام يستدعي موافقة الطرفين وفقا للقانون الدولي، وان يكون الهدف هو إنشاء دولتين.

وتابع: لاحظنا منذ بداية العام 2019 تزايدا في الهجوم الاسرائيلي على المواطنين الفلسطينيين خصوصا في مدينة القدس، وتعرضها لهجمات غير متوقفة من أجل تغيير التوازن الديمغرافي، مشددا على ضرورة العمل المشترك بين فرنسا وفلسطين للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد