الكشف عن خطة القيادة الفلسطينية للمرحلة المقبلة

الرئيس الفلسطيني محمود عباس

كشفت تقارير صحفية، اليوم الجمعة، عن خطة القيادة الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة من أجل التصدي لخطة التحرك الأمريكية في المنطقة المعروفة بـ" صفقة القرن ".

وذكرت صحيفة القدس العربي أنه من المقرر أن تكثف القيادة الفلسطينية عملية إرسال وفود رفيعة المستوى خلال الأيام القليلة القادمة إلى عدة دول مؤثرة، إضافة إلى عدد من الدول العربية، ضمن خطة التحرك الاستباقية لمواجهة مخططات “صفقة القرن” التي تنوي الإدارة الأمريكية طرحها قريبا.

وقالت الصحيفة إن الوفود التي بدأت بزيارة العاصمة الروسية موسكو قبل يومين، ستضع قادة تل الدول، في صورة الخطوات التي تنوي القيادة اتخاذها، والتي قد تصل لحد القطيعة الكاملة مع إسرائيل.

وتحمل الوفود الفلسطينية رسائل من الرئيس محمود عباس ، سيتم تسليمها إلى رؤساء الدول التي تشملها التحركات الفلسطينية، تحمل شرحا للأوضاع الخطرة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية جراء سياسات الاحتلال، وآخرها اقتطاع أموال الضرائب، وكذلك عن الحالة الصعبة التي ستشهدها، والتي ستؤثر على المنطقة برمتها، وستعمل على “انفجار” الأوضاع، في حال استمرار الإدارة الأمريكية في مخططاتها لتطبيق “صفقة القرن”.
وحسب مصدر فلسطيني مطلع، فإن الرسائل الموجهة من الرئيس عباس، تستعرض سياسات الإدارة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، والتي بدأت بالاعتراف بمدينة القدس كعاصمة للاحتلال، ونقل السفارة إليها في مخالفة واضحة لقرارات الشرعية الدولية، إضافة إلى دعم الاستيطان وضم مناطق بالضفة، ووقف تمويل “ الأونروا ”، وإصدار قوانين تخالف القوانين الدولية بتعريف اللاجئ الفلسطيني.

ويطلب الرئيس الفلسطيني في الرسائل، بضرورة التحرك العاجل من الدول المؤثرة والأمم المتحدة، لوقف الإدارة الأمريكية، ومنع طرح خطة “صفقة القرن”.

وكان نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، قال إن الرئيس عباس قرر توجيه “رسائل تحذير” الى أطراف عديدة، وأن هنالك رسالة رسمية سترسل الى قادة دول العالم، وعدة دول عربية، وأن الوفود ستبدأ بالتحرك قريبا لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم.

وخلال الأيام الماضية، زارت عدة وفود فلسطينية العديد من العواصم العربية والإقليمية والدولية، حيث التقى رئيس الوزراء محمد اشتية ، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسلمه رسالة من الرئيس عباس، ووضعه بصورة التحديات التي تمر فيها القضية الفلسطينية، وتطلعات القيادة للخروج من الأزمة التي تواجهها، من خلال سلسلة من الإجراءات التي ستقرر وتنفذ بعد انعقاد المجلس المركزي.

وكان عزام الأحمد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، سلم قبل ذلك مسئول روسي كبير رسالة لإيصالها إلى الرئيس فلاديمير بوتين، وذلك في بداية التحركات الفلسطينية على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث تلقى تأكيدات جديدة من المسئولين الروس، أن موسكو لن تقبل باي عملية سياسية تتعارض مع قرارات الشرعية الدولية وفق “حل الدولتين”، كذلك تخلل الزيارة التشاور مع الروس حول الخطوات التي سيتخذها الفلسطينيون للتصدي لـ “صفقة القرن” والاتفاق على زيارة للرئيس عباس لموسكو بعد عيد الفطر القادم.

كما أعلن عن زيارة أخرى قام بها كل من حسين الشيخ مسئول الشئون المدنية، و شكري بشارة وزير المالية إلى قطر، حيت التقيا هناك بوزيري الخارجية والمالية، وتخلل اللقاء الاتفاق على تبرع قطر للفلسطينيين بـ 480 مليون دولار، على شكل منح وقروض، للمساعدة في تخفيف الأزمة المالية التي خلفها قرار إسرائيل بالاستيلاء على أموال الضرائب.

ومن المقرر أن تصل وفود أخرى خلال الأيام القادمة إلى عدة دول أوروبية، إضافة إلى الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية ودول أخرى في القارة الأفريقية وكذلك دول في أمريكا اللاتينية.

الوفود ستبلغ قادة تلك الدول بمخطط القيادة الفلسطينية القادم، لمواجهة قرارات إسرائيل، خاصة الاقتطاع الضريبي، المخالف لاتفاق “باريس الاقتصادي” وكذلك القرارات التي سيتم إقرارها في اجتماعات المجلس المركزي القادم لمنظمة التحرير، والذي سيعقد في ختام انتهاء تلك الجولات.

وكان الأحمد قال إن الأمور قد تصل الى درجة “القطيعة الكاملة” مع إسرائيل نتيجة تجاهلها الاتفاقيات التي وقعتها، وأن المجلس المركزي سيناقش تنفيذ قراراته السابقة، ومستقبل العلاقة بكل اشكالها السياسية والأمنية بما في ذلك “التنسيق الأمني” مع الجانب الإسرائيلي.
هذا ومن المقرر أن تطلب الوفود من قادة تلك الدول، إلى جانب حشد موقف دولي معارض لـ “صفقة القرن”، المتوقع طرحها في شهر يونيو الماضي،المطالبة بعقد مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية وفق القرارات الدولية.

ووفق المصادر السياسية، فإن القيادة الفلسطينية طلبت من دول مؤثرة كالصين، الانضمام إلى اللجنة الرباعية الدولية، بهدف عدم اعطاء الإدارة الأمريكية هامش تحرك كبير من أجل تمرير مخططاتها، خاصة في ظل وجود روسيا والاتحاد الأوروبي، الذي تعارض دوله المؤثرة الخطط الأمريكية لحل الصراع.

وقالت الصحيفة إن القيادة الفلسطينية، ستعقد سلسلة اجتماعات، تشمل اللجنة التنفيذية وللجنة السياسية التي شكلت لوضع مخطط “الانفكاك” عن إسرائيل، ونقاش الحراك الحاصل على المستوى الدولي والإقليمي، ضمن التحضيرات لعقد اجتماع المجلس المركزي القادم.

وتجري التحضيرات داخل أروقة الرئاسة واللجنة التنفيذية ورئاسة المجلس الوطني، لعقد جلسة المجلس المركزي عقب انتهاء شهر رمضان وإجازة عيد الفطر، وليس الموعد الذي أعلن عنه سابقا منتصف الشهر الجاري.

ومن المقرر أن يتخذ المجلس المركزي قرارا واضحا، بالموافقة على الخطط الموضوعة لتطبيق القرارات السابقة، التي تشمل وقف التعامل بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل.

يذكر أن رئيس الوزراء محمد اشتية، قال إن القيادة الفلسطينية “لن تقبل باستمرار الوضع القائم، وسيتم اعادة النظر في العلاقة مع اسرائيل بما يشمل العلاقة السياسية والقانونية والاقتصادية والأمنية”.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد