هل لتنظيم الدولة الإسلامية وجود في قطاع غزة ؟ وكم يبلغ تعداد التنظيم..؟ وما علاقته بالخليفة أبو بكر البغدادي؟ وما هي علاقته بحركات المقاومة وعلى وجه الخصوص حماس ؟

أسئلة تتكرر على ألسنة العديد من الصحفيين والمتابعين لشأن الحركات الإسلامية، وأنا أحد هؤلاء المهتمين، وقد نجحت في الوصول لأحد منظمي مسيرة النصرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي نظمت في 19/1/2015م باتجاه المركز الثقافي الفرنسي غرب غزة، وطرحت عليه الأسئلة السابقة، فكانت الإجابات على النحو التالي، والتي سأنقلها كما جاءت على لسان الرجل الذي أخذ علي عهداً بأن لا أذكر اسمه أو لقبه.

في سؤالي حول حقيقة وجود تنظيم الدولة بغزة وتعداد عناصره إن وجد، وعلاقتهم بالخليفة أبو بكر البغدادي وحركة حماس أجاب:

لا وجود لتنظيم الدولة الإسلامية بقطاع غزة، مقارنة بولاية سيناء أو ولاية درنا الليبية أو الرقة السورية، أو غيرها من الولايات والفتوحات الإسلامية، ففي قطاع غزة مجموعة من الشباب السلفي المؤمن بمبادئ وأفكار الدولة الإسلامية- لا نحبذ استخدام الإعلام لمصطلح داعش- نعمل بسرية وعلنية وكافة أعمالنا ذات طابع سلمي، ونركز في هذه الأثناء على مرحلة التنظير الفكري مستهدفين الشباب المسلم (شباب المساجد)، وقد نجحنا في تحقيق اختراقات في هذا السياق، ولكن هناك تحديات نجابهها خلال عملنا تتمثل في ملاحقة أجهزة الأمن لشبابنا، وتحدّث عن حادثة ملاحقة جهاز الأمن الداخلي لهم بعد الانتهاء من المسيرة، وتم اعتقال بعضهم ليوم أو يومين والاعتداء على البعض الآخر، وعند إصراري لمعرفة عددهم: أجاب أن عددهم يصل إلى أكثر من مائة شاب، وهنا أشير إلى أن العدد الذي أشار إليه ينسجم مع حجم المسيرة التي سيرها التنظيم في شوارع غزة وحشد لها من رفح حتى بيت حانون.

وفي سياق إجابته أشار إلى أن بعض المؤمنين بأفكار الدولة الإسلامية هم من خيرة مجاهدي حماس والجهاد وغيرها، وهذا استوقفني لسؤاله حول كيفية موافقة عناصر حماس الذين برقبتهم بيعة لحماس، فكيف لهم أن يبايعوا الخليفة أبو بكر، فأجاب مبتسماً: إن بيعة شباب حماس هي لجماعة من المسلمين ولكن بيعتنا للخليفة أبي بكر هي بيعة لجماعة المسلمين وهي أشمل وأعم.

فسألته: هل بايعتم أبي بكر البغدادي...؟ فكانت المفاجأة في إجابته، حيث قال: إن الخليفة أبو بكر البغدادي رفض بيعة جماعته بغزة، ووافق فقط على بيعة الأفراد كأفراد، وعليه يؤكد بعدم وجود تنظيم للدولة الإسلامية بغزة، وإنما يوجد أفراد بايعوا الخليفة في مناسبات عدة أقاموها بغزة.
أما بخصوص علاقة الشباب السلفي كما يحب أن يطلق عليهم بحركة حماس، فأجاب أن العلاقة متوترة بينهم، وأن حركة حماس تمنع أنشطتهم، وتلاحق عناصرهم، وتضيق عليهم، وأن معركة تنظيرية فكرية حقيقية تدور رحاها بين مشايخنا ومشايخهم الذين يعملون بدون كلل وملل لحث الشباب السلفي على العودة لصفوف حماس، مع تشويه صورتنا أمام هؤلاء الشباب وقد نجحت حماس بدفع البعض لترك العمل معنا، ولم تنجح مع آخرين ممن هم مؤمنون بالفكرة رغم يقينهم بحجم الضرر الذي سيقع على شخوصهم وعلى مستقبلهم. (انتهت المقابلة)

الخلاصة: الحصار المشدد على قطاع غزة من كل الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية يؤسس لأفضل حاضنة للتطرف، وأن الجماعات المتطرفة تستطيع أن تتمدد بسهولة داخل تلك البيئة التي يسيطر عليها اليأس والفقر والمرض، وتكون أطروحاتها منطقية في أذن شريحة الشباب التي تشكل الشريحة الأكبر في قطاع غزة، فقد وصلت بطالة الخريجين لأكثر من ستين ألف خريج جامعي في غزة، ووصلت ساعات القطع للتيار الكهربائي لأكثر من عشر ساعات يومياً، يضاف لذلك أزمة الرواتب والعمال وملوحة المياه، ومحاصرة الفكر الوسطي، وهذا كله يدعم نمو الجماعات المتطرفة بغزة، وعليه أتمنى سرعة العمل على تحسين حياة الناس بغزة، وتصفير مشاكلها، والبدء بالعمل على مجابهة ذلك الفكر بفكر إسلامي وسطي ينسجم مع الموروث الثقافي والحضاري للشعب الفلسطيني الذي تتربع أولوية إنهاء الاحتلال على كل أولوياته، وربما هذا هو أحد أسباب عدم قبول الخليفة أبو بكر البغدادي ببيعة غزة كإحد ولاياته.

Hossam555@hotmail.com

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد