لقد استمرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باعتبارها مؤسساً لمنظمة التحرير الفلسطينية ، منذ تأسيسها وحتى الآن وغداً بتأييد م . ت . ف والانضمام إليها ، وعضواً فعالاً بها ، حرصاً منها على الهوية الوطنية للشعب العربي الفلسطيني ، وعلى النضال الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية .

واستمرت الجبهة الشعبية وفي أحلك الظروف الوطنية ، أمثال أيلول الأسود 1970 ، وبيروت عام 1993 و 1975 و 1982 بهذا الموقف الوطني ، واعتبرت حقاً لكل طرف في المنظمة في قول ما يعتقده ، وما يراه مناسباً للقضية الوطنية ، لأن م . ت . ف جبهة وطنية ونحن حركة تحرر وطني ولا زلنا حتى الآن ولا نعرف إلى متى . ولهذا لجأت الجبهة الشعبية بتاريخها للمواقف التي ترى في حينه أنها الأفضل لنا ولحركة التحرر الوطني الفلسطيني ، وبنفس الوقت حرصت كل الحرص على منظمة التحرير الفلسطينية واعتبرت نفسها جزءاً أصيلاً منها ومن برنامجها الوطني في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس . واعتبرت أن الشرعية الدولية هي هاجسها الدولي وناضلت في المؤسسات الفلسطينية لمنظمة التحرير الفلسطينية مؤخراً وقبل ذلك عندما أقرت اتفاقية في أوسلو أن لا للمفاوضات الثنائية برعاية أمريكية ، واعتبرت أن المؤتمر الدولي لتنفيذ هذه الرؤيا الوطنية الفلسطينية ولهذه الرؤيا للشرعية عبر مؤتمر دولي كامل الصلاحيات ، وبحيث تكون م . ت . ف الممثلة والوحيد للشعب العربي الفلسطيني وبرعاية دولية وليست أمريكية فقط هو الإطار الممكن للتسوية ، والكفاح الوطني بكل الأساليب والأشكال هو حق للشعب العربي الفلسطيني وهذا ما قررته الشرعية الدولية . فناضلت في مختلف المحطات الوطنية الفلسطينية من أجل الوحدة الوطنية ومن أجل الشراكة الوطنية الحقة . واعتبرت أن من يريد إنهاء الاحتلال للأرض والشعب الفلسطيني عليه أن يتوحد وفق البرنامج السياسي والأسلوب النضالي المشترك في كل محطة . وهذا لا ينفي ولا يلغي أي موقف لأي طرف كان ما زال ملتزماً بمنظمة التحرير الفلسطينية كإطار وطني وممثل شرعي وحيد للشعب العربي الفلسطيني ، وملتزماً بحركة التحرر الوطني الفلسطينية وبرنامجها بالعودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس ، أكان ماركسياً أم إسلامياً وما بينهما .

هذا هو الإطار الناظم للمنظمة ولجميع القوى المكونة لها ، ولا يحق لأي كان مهما كان يمثل أن يلحق الأذى بهذا الإطار ومحدداته ، وعلينا أن نعالج ما يواجهنا من مصاعب ومشكلات وفق ذلك .

ففي هذه المرحلة اختلفت الجبهة الشعبية مع قيادة م . ت . ف . وفي مرات سابقة وربما لاحقة لهذه المرحلة . لا لشيء إلا بسبب وطني سياسي . ولكنها بقيت في إطار م . ت . ف . وفي إطار الحركة الوطنية الفلسطينية ، ولهذا لا يمننها أحد بذلك . فهي جزءاً سياسياً وأصيلاً من م . ت . ف وميثاقها وبرنامجها الوطني منذ تأسيسها ، فقدمت القادة وفي مقدمتهم الأمناء العامون للجبهة والكوادر والأعضاء والأنصار ، دفاعاً عن البرنامج الوطني ودفاعاً عن م . ت . ف في الوطن والمهاجر وفي نضالها اليومي ضد الاحتلال . وهي التنظيم الوحيد في م . ت . ف الذي يستشهد أمينه العام ويعتقل أمينه العام .

لقد قال الشهيد جورج حبش الأمين العام والمؤسس للجبهة الشعبية عام 1976 في مهرجان يوم الأرض ، وفي الفترة التي كانت الخلافات السياسية مع الشهيد ياسر عرفات على أشدها في مهرجان اليونسكو ببيروت ، وعندما قدمه عريف الحفل باعتباره المعارض الأول لياسر عرفات " عندما يتحدث ياسر عرفات في مناسبة كهذه ، للفلسطينيين كلمة واحدة وقد ألقاها الأخ ياسر عرفات " .

هذا هو أمين ومؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وهذه هي الجبهة الشعبية وأمنائها العامون ، وهذه هي كوادرها وأعضائها وأنصارها ومنهم الشهداء والأسرى والمناضلين على ذات الدرب .

في الآونة الأخيرة حدث لغط حول هذا الأمر بعد إمكانية المصالحة بين فتح و حماس ، بين غزة والضفة ، ونحن نقول لمن يستهويه هذا اللغط ، ويستهويه الانخراط فيه ، أن الجبهة الشعبية كانت وستبقى عضواً فاعلاً في م . ت . ف وفي النضال التحرري الوطني الفلسطيني ، ومن أجل الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني ولا يحق لأحد كان من أن يمس هذا الوضع من قريب أو بعيد خاصة أن م . ت . ف لا زالت جبهة وطنية وحركة تحرر وطني فلسطيني .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد