مسلسل الحوادث الأمنية أو الإنفلات الأمني المحسوب أو المسيطر عليه أو المرضي عنه كما يشاع ويقال سموه كما شئتم، والإضرابات والاحتجاجات لموظفي حكومة غزة السابقة والعنف الذي رافق عدد من فعالياتها، و إستدعاء داعش، وما يسمى بالحراك الفتحاوي والبيانات الصحافية التي تنادي بالثأر والإنتقام من المتهمين المحسوبين على فتح الرسمية بقطع رواتب المئات من موظفي السلطة الفتحاويين من أنصار النائب محمد دحلان .


حرق سيارات لموظفين من الأجهزة الأمنية في حكومة حماس وحرق سيارة لأحد المسؤولين في فتح، والإعتداء على مؤسسة أسر الشهداء والجرحى، وفض إجتماعات حركية فتحاوية بالقوة و الإعتداءات الجسدية التي وقعت، والتي من المتوقع أن تتطور الى ما هو أخطر، هذه دعوات للقتل ومزيد من الفوضى والجرائم التي قد ترتكب.


وقبل ذلك تفجيرات البنوك وتفجيرات منازل قيادات فتح وغيرها من التفجيرات التي استهدفت المركز الفرنسي وغيرها ما تم إحباطه ما لم يعلن عنه بعد، ولم يتم القبض على الجناة ولم تنشر نتائج التحقيق، كل ذلك لم يحرك المسؤولين أو الفصائل. وهل كل ما يجري لا يستدعي تدخل حقيقي وفاعل من قبل الاجهزة الامنية والشرطية، و أيضاً حراك حقيقي من قبل الفصائل والمطالبة بالإطلاع على نتائج التحقيق، وعقد إجتماعات فورية حقيقية تناقش وتحاور وتضع الحلول وتضغط على أطراف الصراع لمواجهة كل تلك الجرائم التي ترتكب ومن المحتمل أن تتطور؟
الجريمة لا تنتظر الاجتماعات والبيانات والإستنكارات والتصريحات الخجولة والمجاملات وتوجيه الاتهامات.


المطلوب مواجهة حقيقية قبل فوات الأوان و الإكتفاء بالقول ان هذا الإنفلات تحت السيطرة وانه بالرموت كنترول، هذا الجريمة بذاتها، ربما يكون ذلك حقيقي وله اهداف ورسائل من جهات عدة و لجهات أخرى، لكن إلى متى كل هذا الصمت والمشاركة في جرائم الصمت والخوف من تحميل المسؤولية للفاعلين؟


لا يوجد عنف تحت السيطرة، والجريمة لا تنتظر الحلول الآنية، و مهما كانت الدوافع والقوى أو الجهات التي تنفذ ومدى قدرتها على ضبط الأمور، أو التي تحكم، فرد الفعل عادة ما يكون غير متوقع، و يكون عنيف وشرارة واحدة قد تعجل بالأخطر وسيدفع الثمن الجميع. ذاكرتنا ما زالت حية وسنوات ما قبل الانقسام و الإنفلات الأمني كان مدخل إلى جرائم كبيرة و ما نحن فيه من كارثة وفقدان ضحايا و ثأرات ما زالت قائمة.
ما نراه هو العودة الناعمة للجرائم والانفلات الامني التي تهدد سلامة المجتمع والسلم الاهلي وتزيد من بذور الفتنة والكراهية والحقد وتعمقه، الأسباب واضحة أمامنا ومعروفة ولسنا بحاجة إلى تشخيص وتنظير على بعضنا، همنا واحد ومصيبتا وكارثتنا واحدة، ودفعنا جميعا ثمن ما جرى قبل ثماني سنوات وما زال يجري.


لا تكفي المناشدات من بعض الشخصيات الوازنة في فتح أو اعضاء اللجنة المركزية في فتح لوقف مجزرة الرواتب بطريقة غير قانونية، يجب عليهم أن يتخذوا مواقف أكثر صلابة لوقف هذا العبث في غزة، ولا يكفي من حماس البيانات والاستنكارات والفرجة والإدعاء بعدم قدرة الأجهزة الأمنية على العمل في ظل عدم تلقي الرواتب. تتطلب الشجاعة و المسؤولية الوطنية والأخلاقية من الجميع الوقوف بحزم ضد كل تلك الجرائم وعدم إنتظار جرائم جديدة وأحزان و ثأرات و مصائب محتملة، يكفي غزة حصارها لذاتها و ما فيها من سواد وظلمة وبؤس وشقاء.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد