"مدى" يصدر تقريراً حول اعتداءات الاحتلال على صحفيي غزة

رام الله / سوا/ أعلن المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" خلال لقاء نظمه في رام الله اليوم الأربعاء، عن إصدار تقرير خاص، وفيلم وثائقي أنجزهما المركز حول ما تعرض له الصحفيون ووسائل الإعلام في غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.

وفي كلمته، جدد مدير عام المركز موسى الريماوي، الترحيب بتوقيع الرئيس محمود عباس على الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية، وقال: نأمل ليس فقط في أن تؤدي إلى محاسبة إسرائيل على اعتداءاتها على الصحفيين والمدنيين، بل إلى ردعها من ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق الصحفيين في فلسطين، والتصرف وكأنها دولة فوق القانون الدولي".

وشكر مؤسسة الدعم الدولي للإعلام الدنمركية على دعمها لإصدار التقرير وإنتاج الفيلم، وكافة الشركاء الذين يعبرون عن دعمهم لحرية التعبير في فلسطين من خلال دعمهم لمركز مدى، وخاصة مؤسسات المجتمع المفتوح والاتحاد الأوروبي والشبكة الدولية لحرية التعبير واليونسكو ومكتبها في رام الله.

وأشار الريماوي إلى أن التقرير الذي صدر باللغتين العربية والإنجليزية تحت عنوان "الصحافة في غزة في مرمى النيران" رصد مختلف الجرائم والاعتداءات التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين والحريات الإعلامية في قطاع غزة خلال عدوانه الأخير على القطاع ومقارنتها بالانتهاكات التي ارتكبها خلال اعتداءيه على القطاع خلال أعوام 2009 و2012.

وأضاف: بلغ إجمالي جرائم الاحتلال ضد الصحفيين ووسائل الإعلام خلال اعتداءاته الثلاثة على غزة 191 جريمة واعتداء، تندرج معظمها ضمن الجرائم والاعتداءات الجسيمة مشيرا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت خلال هجماتها الحربية الثلاثة على غزة ما مجموعه 24 صحفيا وعاملا في الإعلام، ودمرت واستهدفت ما مجموعه 61 مقرا لمؤسسات إعلامية فلسطينية وعربية وأجنبية.

وقال: يبدو هذا جليا في استهداف وتدمير وإعادة استهداف وتدمير العديد من المؤسسات الإعلامية في كل واحدة من هذه الاعتداءات الثلاثة فضلا عن مسار تصاعدي شهده المساس بالصحافيين والحريات الإعلامية بلغ ذروته في الحرب الأخيرة التي شنها الاحتلال في تموز الماضي حيث ارتكبت إسرائيل ما مجموعه 112 جريمة واعتداء ضد الصحفيين والحريات الإعلامية كان أشدها قسوة استشهاد 17 صحفيا وعاملا في الإعلام.

وأشار إلى أن عمليات القتل التي طالت الصحفيين خلال هذا العدوان الحربي الواسع وحده توازي ما نسبته 77% من جميع عمليات القتل التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين في الأراضي الفلسطينية على مدار 14 عاما ونصف العام، موضحا أن عمليات القتل الواسعة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة رفعت عدد الصحفيين الذين استشهدوا في فلسطين منذ العام 2000 وحتى الآن إلى 39 شهيدا وشهيدة.

وأكد الريماوي أن الزيادة المستمرة في عدد ونوعية الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها وترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحافة والحريات الإعلامية فلسطين تعزا إلى عاملين رئيسيين، أولهما قوة الصورة والدور الذي يلعبه الصحفيون ووسائل الإعلام في كشف انتهاكات الاحتلال، ونقلهم حقيقة ما يجري إلى العالم، وثانيهما: إفلات مرتكبي هذه الجرائم من الجنود والضباط والمستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين المستمر من العقاب وعدم محاسبة أي منهم، ما شكل ويشكل بيئة مثالية مُشجعة لهم للمضي في ارتكاب المزيد من هذه الجرائم، بل وتصعيد وتيرة وكثافة الاعتداءات على حرية الاعلام والمساس بالصحفيين في فلسطين ما يوجب السعي الحثيث لملاحقة مرتكبي هذه الجرائم كإجراء بات ملحاً لكبح هذه الجرائم والانتهاكات التي تطال الصحافيين والحريات الإعلامية.

وأشار إلى أن العديد من الشواهد تؤكد أن الاعتداءات ضد الصحافة والمؤسسات الإعلامية التي تخللت اعتداءات الاحتلال الثلاثة على قطاع غزة، أو على الأقل قسماً كبيراً من هذه الاعتداءات والجرائم، كانت متعمدة ومقصودة، ولم تكن حوادث عرضية عابرة أو نتاج عمل غير مقصود كما عملت إسرائيل على تقديمه ضمن سعيها لتبرير هذه الاعتداءات أمام العالم.

وفي ختام اللقاء، تم عرض الفيلم الوثائقي "صحافيون تحت النار" الذي أنتجه المركز وجاء في 11 دقيقة والذي يتضمن مشاهد حية لبعض ما تعرضت له المؤسسات الإعلامية والصحفيون خلال العدوان، فضلا عن شهادات عدد من الصحفيين الذين كان بعضهم ضحايا لهذه الجرائم والظروف التي عملوا في ظلها خلال العدوان الذي استمر 50 يوما.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد