الحكومة تدعو للوقوف أمام محاولات شق الصف الوطني وزعزعة الأمن الداخلي

رام الله / سوا / أدان مجلس الوزراء خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها في رام الله اليوم الثلاثاء برئاسة رئيس الوزراء رامي الحمد الله بشدة الهجمات الإرهابية التي وقعت في العاصمة الفرنسية، وأدت إلى وقوع عدد من الضحايا الأبرياء، معبراً عن تضامنه مع جمهورية فرنسا، ووقوفه إلى جانبها في معركتها ضد هذه الجرائم الإرهابية.

وتقدم المجلس بأحر التعازي والمواساة لحكومة الجمهورية الفرنسية والشعب الفرنسي الصديق وعائلات الضحايا، مشدداً على رفضه لهذه الجرائم البشعة التي تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وترفضها كافة الشرائع والأديان والمعتقدات.

وفي سياق آخر، أكد المجلس على أن جولة الوفد الوزاري الأخيرة في المحافظات الجنوبية، واللقاءات مع الفصائل والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني كان لها أثر إيجابي كبير، وأدت إلى توضيح حقيقة الكثير من القضايا، وبيان دور الحكومة والجهود التي تبذلها في عملية إعادة الإعمار، وتقديم مختلف الخدمات لأهلنا في قطاع غزة ، وحرصها على إيجاد الحلول لمشكلة الكهرباء وغيرها من المشاكل في القطاع، معرباً عن أسفه لإصرار البعض على وضع العراقيل والمعيقات، وعدم إعطاء الحكومة أية فرصة لأداء مهامها، واللجوء إلى التحريض وإطلاق التصريحات غير المسؤولة وكيل الاتهامات وتوجيه رسائل التهديد لوزراء حكومة الوفاق الوطني، بل وإشاعة موجة الفوضى والتفجيرات التي تمس أمن المواطنين وتهدد السلم الأهلي.

وأكد المجلس التزام الحكومة بإيجاد حلول إدارية عادلة ومنصفة للموظفين، دون تمييز، وفق اللوائح والقوانين الفلسطينية ووفق اتفاق القاهرة، مؤكدا ان ذلك يتطلب من جميع الأطراف شراكة حقيقية، دون ايجاد اي عراقيل، مشددا على أهمية دور القوى الوطنية والاسلامية في دعم عمل حكومة التوافق الوطني والمساهمة في إزالة اثار الانقسام، مرحبا ببيانها الأخير عقب اجتماعها في غزة، والذي اكدت فيه على اهمية تظافر الجهود من أجل رفع الحصار عن شعبنا الصامد في قطاع غزة و فتح المعابر ودخول مواد الاعمار بشكل مستدام وبما يتطلبه تعزيز دور حكومة التوافق الوطني ودورها في متابعة ذلك وتمكينها من الاشراف على القطاع في ظل الكارثة الانسانية التي يعيشها شعبنا في القطاع.

وشدد المجلس على أن إنجاز الحكومة لكافة المهام التي كلفت بها، يستوجب من الجميع التحلي بالمسؤولية الوطنية أمام شعبنا، ويستدعي منا جميعاً التكاتف والتعاون أمام التحديات التي تواجهنا، وتوحيد الجهود وتوفير الأجواء الملائمة لتمكين حكومة الوفاق الوطني من القيام بدورها تجاه أبناء شعبنا في قطاع غزة، وتسهيل عملها لدفع عملية توحيد المؤسسات، واستلام الحكومة للمعابر، لتتمكن من تحمل مسؤولياتها تجاه عملية إعادة الإعمار، مما يشجع الدول المانحة على الوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها في مؤتمر القاهرة الخاص بإعادة الإعمار.

ودعا المجلس كافة أبناء شعبنا بكل أطيافه السياسية إلى الوقوف صفاً واحداً أمام أية محاولة لشق صفنا الوطني وزعزعة أمننا الداخلي، وأمام كل من يعيق انجاز المصالحة الوطنية التي ينادي بها شعبنا، والوقوف أمام كل من يحاول حرف بوصلة نضالنا المشروع وقضايانا المصيرية حتى نتمكن من إفشال حملة الابتزاز التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية بهدف النيل من عزيمتنا وإرادتنا وإصرارنا على انتزاع حقوقنا الوطنية المشروعة في الخلاص من الاحتلال، وإنجاز حريتنا واستقلالنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس الشريف.

وجدد المجلس دعوته للدول العربية الشقيقة إلى دعم جهود القيادة والحكومة وذلك من خلال توفير شبكة الأمان المالية التي أقرتها القمم العربية بعد استمرار الحكومة الإسرائيلية في احتجاز وتجميد تحويل الأموال الفلسطينية، ولتقديم ما التزمت به خلال مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة الذي عقد في القاهرة، وأكد أن الحكومة تجري اتصالات مع كافة الجهات الدولية والإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي للضغط على إسرائيل من أجل تحويل المستحقات الضريبية الفلسطينية، حتى تتمكن الحكومة من الوفاء بالتزاماتها.

وندد المجلس باستمرار جرائم المستوطنين تجاه أبناء شعبنا وممتلكاته والتي كان آخرها إقدام المستوطنين على تحطيم 170 شجرة زيتون يزيد عمرها عن 50 عاما في قرية ياسوف بمحافظة سلفيت، وأكد المجلس أن هذه الجرائم هي نتيجة إمعان الحكومة الإسرائيلية في إطلاق يد المستوطنين لاقتراف جرائمهم الإرهابية بحماية قوات الاحتلال، داعيا المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الجريمة وإلى إعلاء صوته وتحمل مسؤولياته لحماية الشعب الفلسطيني من اعتداءات المستوطنين المتطرفين وجرائم قوات الاحتلال.

وثمن المجلس الجهود المتميزة التي قامت بها كافة المؤسسات العاملة في خدمة المواطن الفلسطيني في مختلف المحافظات خلال المنخفض الجوي وعملهم المتميز على مدار الساعة. وأشاد بدور مختلف الأجهزة الأمنية والشرطية وطواقم البلديات والهلال الأحمر والدفاع المدني والأشغال العامة والمحافظين على جهودهم المتواصلة والعمل المتواصل والدور الكبير في الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين والممتلكات.

وفي هذا السياق، استمع المجلس إلى تقرير أولي حول خسائر القطاع الزراعي جراء المنخفض الجوي، مشيرا إلى أن مديريات الزراعة في كافة المحافظات قد بدأت بعملية حصر الأضرار، وسيتم تعويض المزارعين بعد اقرار نسبة التعويض من قبل مجلس الوزراء.

ونعى المجلس إلى شعبنا وفاة المناضلة مها أبو دية مديرة مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي، وإحدى أبرز رموز الحركة الوطنية والإنسانية والنسوية بعد صراع طويل مع المرض. وتقدم المجلس من أسرة الفقيدة بأحر التعازي القلبية الصادقة.

وفي سياق آخر، قرر المجلس تشكيل لجنة فنية لدراسة وضع خطة استراتيجية للأمن الغذائي الفلسطيني، على أن تضم اللجنة في عضويتها الوزارات المعنية وممثلين عن القطاع الخاص على أن تقدم اللجنة التوصيات اللازمة، وعرضها على مجلس الوزراء، لوضع سياسات وطنية للنهوض بالتغذية في فلسطين.

واستمع المجلس إلى تقرير حول شركات توزيع الكهرباء والمعايير الإدارية والفنية والمالية الواجب الالتزام بها حتى تكون قادرة على تقديم الخدمات بجودة عالية. وفي نفس السياق قرر المجلس تمديد العمل بمنح خصم تشجيعي لمدة ستة شهور للملتزمين بتسديد فواتير الكهرباء، وذلك لتشجيع المواطنين على الالتزام بتسديد فواتير الكهرباء بانتظام، بما يساهم في تحقيق أهداف برنامج حل مشكلة ديون الكهرباء.

وقرر المجلس تشكيل لجنة توجيهية ولجنة فنية لمتابعة مشاركة فلسطين في معرض اكسبو ميلان 2015، الذي يعتبر معرضاً ثقافياً وحضارياً ومن أكبر المحافل الدولية والتجمعات العالمية لتقديم فلسطين الحضارة والتراث والثقافة إضافة إلى الفرص الاستثمارية التي من الممكن الحصول عليها.

وصادق المجلس على الاحتياجات الطارئة المطلوبة لمواجهة الفيضان في بركة الشيخ رضوان بمدينة غزة والمتمثلة باستئجار قطعة أرض لتأهيل محطة بركة الشيخ رضوان والخط الناقل للحيلولة دون تهديد حياة المواطنين والأحياء السكنية المجاورة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد