لا ينكر احد دور الاعلام الفلسطيني في لعب دور محوري ومهم في تعريف العالم بالقضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني طيلة العقود الماضية وكان على الدوام ورغم امكانياته وتقنياته المتواضعة التي سبقت العالم الافتراضي والتطور التكنولوجي وعالم الصوت والصورة الرقمية والأقمار الصناعية.

كان سباقا في نقل الاحداث والمعارك التي كانت تخوضها قوات الثورة الفلسطينية والعمليات الفدائية هنا وهناك ومصدرا لوكالات الانباء العالمية. وسبق مفهوم المواطن الصحفي عالم الانترنت واليوتيوب. وخاصة الاعلام الرسمي وشبه الرسمي وخصوصا وكالة الانباء الفلسطينية وفا والتي ولدت 1972 وكان المتطوعون ومزودها بالأخبار اكثر من العاملين بها وهم الفدائيون والقادة والميدانيون والذين كانوا يسارعون بالاتصال بالوكالة وأخبارهم بالأحداث والوقائع قبل او اثناء وقوعها وكانت تضم خيرة ابناء الشعب المثقفين والحريصين على التعبئة الى جانب نقل الاحداث وقدمت شهداء الوطن وحرية الكلمة والواجب الوظيفي الى جانب صوت الثورة (الاذاعة) والتي كانت تبث البلاغات العسكرية والنداءات الى جانب الاخبار والاحداث المعتادة. ومجلة فلسطين الثورة واليوم السابع والكرمل ودراسات فلسطينية والتي للأسف توقف بعضها واختلف خطابها الاعلامي والسياسي ربما لاختلاف الوضع, وتغير اداراتها اصابها بالوهن والاختفاء رغم تكون خبرات وطاقات صحفية مبدعة احدثت نقلات نوعية اينما عملت في الصحافة العربية او العالمية وتراجع عطائها وابداعها بسبب بيروقراطية اداراتها وعقم من تولى مسؤولية قيادتها,وتضخم كادرها الاداري والوظيفي على حساب العاملين الميدانيين والصحفيين وهم المحور والقلب النابض لأي مؤسسة صحفيه فذهبت الموازنة و الرتب والامتيازات الوظيفية للإداريين ومحسوبيهم.

وكانت الانتكاسة عندما دمج كادر وموظفوا هيئة الاستعلامات مع وكالة الانباء وأصبح اسمها وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية وتولى الادارة رئيس الهيئة. وكثر التنافس على الرتب الادارية والمالية واستحداث لقب مدير عام والمعروف ان اي وكالة انباء رسمية عادة يكون رئيسها له رأي سياسي وهو ما يعبر عن سياسة الدولة او الرئيس والحكومة والتي قلما شوهد رأي او تحليل سياسي له او مقابلة تلفزيونية له, وبما انه خبير اعلامي اصبح مسيرا للتلفزيون والاذاعة ووكالة الانباء الفلسطينية وأصبح وزيرا وبقي على صمته. وبما ان الاعباء كثرت تم استصدار قرار من السيد الرئيس مؤخرا بالموافقة على اختيار رئيس جديد ونائب له ومجلس ادارة جديد.

رئيس وللإنصاف يملك الخبرة في التحرير الصحفي والمعرفة وله تاريخ طويل بالعمل بالوكالة وفيه عيب ضعف القدرة الادارية وعدم حصوله على شهادة جامعية. ونائب يحمل شهادة جامعية ليس لها علاقة بالصحافة لا من بعيد او من قريب ولم يمارس العمل الصحفي من قريب او بعيد ولا نعرف ان كان يميز بين المقالة او الخبر والتقرير. ومجلس ادارة لا يعرف احد ما هي الاسس لاختيارهم لأنه عادة مجالس الادارة وخاصة لمؤسسة اعلامية بحجم وكالة انباء رسمية من المفروض ان يكون مجلس الادارة من الاعلاميين المخضرمين واكادميين وشخصيات عامة اعتبارية لتقدم النصح والإرشاد والتقويم ان لزم، لا ان يكون موظف في نفس المؤسسة اداري ومالي وهناك رتب ادارية وخبرات افضل منه ان يتم اختياره عضو مجلس ادارة فهل الشخص نفسه موظف وعضو مجلس ادارة يرسم الخطط والسياسات. وهل يعقل ان يتم استثناء كادر الوكالة بالكامل في غزة من مجلس الادارة حتى بشكله الحالي. ومع العلم ان غزة كانت مقر للوكالة ورئاسة التحرير قبل رام الله مع التنويه ان الكادر هو نفسه ولا علاقة له بالانقسام وهو في المطلق من الحركة وبعض فصائل منظمة التحرير والمستقلين باختصار لا علاقة له ب حماس سواء قبل الانقسام او بعد المصالحة.

فهل من مراجعة وإعادة الاعتبار لوكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية لتعود لدورها الريادي وتأخذ موقعها والاهتمام الذي يستحق من الجهات ذات العلاقة وفق اسس مهنية وتعيد الاعتبار لكل العاملين بها وفق منظور غيور على تاريخ ومهنية مؤسسة بحجم وكالة الانباء الرسمية.مع العلم ان تلفزيون فلسطين وما ال اليه من ترهل "وبزنس" ليس افضل حالا ولان الشخص ذو عقلية عبقرية يقود مؤسستين بحجم الاذاعة والتلفزيون.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد