صحفيو غزة على خط النار

المصور عطية درويش على حدود غزة -ارشيف-

لم يتوقف سيناريو استهداف الصحفيين الفلسطينيين في السنوات الأخيرة، بل زادت الانتهاكات والاعتداءات مع بدء مسيرات العودة السلمية وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 12 عاما، من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

ومع دخول الشهر السابع لمسيرات العودة، ما زال الصحفيون يتعرضون للاستهداف المباشر والمتعمد من قبل جيش الاحتلال قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال استهدافهم بالرصاص الحي أو القنابل المطاطية أوقنابل الغاز المسيل للدموع، من أجل تفريقهم وإبعادهم عن تغطية استهدافهم للمدنيين العزل، فضلاً عن كتمان وطمس الحقيقة والرواية الفلسطينية.

مهمة على خط النار

ويقول المصور عطية درويش، إنه يذهب إلى الحدود الشرقية لمدينة غزة، من أجل تغطية الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشباب المتظاهرين الفلسطينيين الذين يطالبون بضرورة كسر الحصار الإسرائيلي الخانق للقطاع، مبيناً أنه أصيب عدة مرات.

ويتساءل درويش خلال حديثه لـ(سوا): أين حقوق الصحفيين ؟ وأين القوانين الدولية التي تتكفل بحماية الصحفيين في أوقات المنازعات والحروب ؟ ولماذا لا نرى إدانة من الأمم المتحدة والدول العربية والأجنبية تجاه ما نتعرض له خلال مسيرتنا الصحفية ؟ ، ولماذا لا يوجد محاكمات جنائية تحاكم الاحتلال الإسرائيلي المجرم في ظل ما يتعرض له الفلسطينيون على الحدود ؟، مؤكداً نحن بأمس الحاجة لموقف عربي ودولي يتكفل بحق الصحفيين وحماية المواطنين المدنيين العزل.

ويعمل عطية محمد درويش كمصور صحفي لدى وكالة الرأي الفلسطينية للإعلام منذ عام 2013، ومارس التصوير الصحفي منذ ما يزيد عن 10 أعوام، وشارك في تغطية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في السنوات الأخيرة، خاصة الحروب ومعاناة الحصار الإسرائيلي على القطاع.

كما شارك أيضاً في عدة معارض للتصوير الفوتوغرافي، كان آخرها الذي أقيم مؤخرا في بيت الصحافة-فلسطين، حول عمل الصحفيين ب مسيرة العودة .

توثيق أعماله الصحفية

وأكد أن الهدف الأساسي من إنشاء هذا المعرض، هو توثيق أعماله الصحفية خلال تغطيتي لمسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، مبيناً إلى أن الصحفيين يتعرضون لخطر دائم أثناء تغطيتهم المهنية، على السياج الفاصل مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار إلى أن سبب تغطيته لمسيرات العودة، هي إرسال رسالة للمجتمع الدولي لإعادة النظر والاعتبار تجاه الفلسطينيين في قطاع غزة، فضلاً عن الحالة الفلسطينية الباهتة التي وصلت بها القضية الفلسطينية وقطعت بها السبل.

وافتتح بيت الصحافة بغزة الخميس الماضي، معرض صور بعنوان "صحفيون على خط النار "، والذي يوثق واقع العمل الصحفي في غزة، للمصورين أشرف أبو عمرة وعطية درويش.

وشمل المعرض صوراً للصحفيين الفلسطينيين أشرف أبو عمرة وعطية درويش بواقع 25 صورة لكلا منهما، في وقت يحيي فيه الصحفيون اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني.

وشدد درويش على أن الإعلام الفلسطيني هو السلاح الوحيد والأقوى والأجدر في إرسال الرسالة الإعلامية للمجتمع الدولي والأمم المتحدة، من أجل وقف الانتهاكات الإسرائيلية تجاه الأطفال والشباب الفلسطينيين على حدود قطاع غزة.

وأوضح أن رسالتنا للمجتمع الدولي هي المطالبة بحماية دولية للشعب الفلسطيني الأعزل والمضطهد من قبل قوات لاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب توفير السلامة المهنية للصحفيين وفق القرارات الدولية التي تتكفل بحماية الصحفيين في أوقات السلم والحرب.

وبين أن الصحفيين يتعرضون لاستهداف مباشر ومتعمد من قبل قوات الاحتلال في محاولة لطمس الحقيقة والهوية الفلسطينية الوطنية، والتي تثبت جرائم الاحتلال في المحاكم الدولية.

حماية دولية مفقودة

ولفت إلى أنه خلال تغطيته لمسيرات العودة، تأثر كثيراً بالإصابات الخطيرة والقاتلة التي لاحقت بالصحفيين والإعلاميين وأودت بحياتهم، إلى جانب عشرات الإصابات في صفوف الصحفيين على الحدود الشرقية أو خلال تغطية المسير والحراك البحري.

وذكر أن قوات الاحتلال قامت باستهدافه أكثر من مرة خلال مسيرات العودة، وبالتحديد من موقع ملكة شرق قطاع غزة، خلال تغطيته الصحفية، مبيناً أن نوع الإصابة التي تعرض لها قنبلة غاز في ساقه، إلى جانب استهدافه بالغاز الأخضر المسيل للدموع واختناق اثناء الاستنشاق.

من جهته، أكد سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، أن هذا المعرض ينقل صورة معاناة الصحفي الفلسطيني في مواكبته الإعلامية وتغطيته الميدانية خلال الشهور الأخيرة لمسيرات العودة، مبيناً أن الصحفي دفع ثمناً كبيراً جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهم.

وذكر أن قوات الاحتلال قتلت اثنين من الصحفيين وأصيب أكثر من 210 صحفي خلال تغطيتهم المهنية لمسيرات العودة السلمية، محملاً المؤسسات التي تتكفل حرية الرأي والتعبير بأن تقف أمام مسؤولياتها وتنتصر للحق الصحفي الفلسطيني، في ممارسة إعلامية خالية من أية اعتداءات، أو أنها تتواطئ مع قوات الاحتلال وتتخاذل نصرة الصحفي، ولا تقف عند مسؤوليتها وضعفها في تطبيق المعايير والقيم والمواثيق التي أقرتها.

وأوصى بضرورة وقوف الصحفي خلف مطلبه وحقوقه التي سلبت، مطالباً المؤسسات الدولية بالتحرك العاجل لشطب عضوية الاحتلال من كافة المحافل الدولية المعنية بحرية الرأي والتعبير وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين.

وأشار أيضاً على المستوى الشارع الفلسطيني، المطلوب هو ضرورة تحرك في ظل تقديم المكتب الإعلامي الحكومي مذكرات قانونية بكافة المراحل، التي تعرض لها الصحفي الفلسطيني من قبل الاحتلال، مبيناً أن أخر المذكرات قدمت للجنة الوطنية المعنية بمحكمة الجنايات الدولية.

لا محاسبة للاحتلال

وأردف قائلاً: "قدمنا ملفاً حول الانتهاكات الإسرائيلية على الصحفيين خلال مسيرات العودة"، منوهاً أن اللجنة الوطنية لم تحرك ساكناً وتحريك دعوة للجنائية الدولية.

وبين أن المكتب الإعلامي الحكومي تحرك مع الهيئة الوطنية لتوثيق جرائم الاحتلال، وتجهيز ملفين بخصوص الصحفيين قضية الشهيد ياسر مرتجى والشهيد أحمد أبو حسين، لافتاً إلى أنه سيتم تقديم الملفين خلال الفترة القريبة، أمام محكمة إحدى الدول التي تقبل بفحص تلك القضايا.

وتمنى أن يرى قادة الاحتلال الإسرائيلي محاكمين أمام محكمة الجنايات الدولية، نتيجة الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة بحق الصحفيين والمدنيين العزل من أبناء الشعب الفلسطيني.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد