مناقشة برنامج تعزيز دعم القدس للحفاظ على التراث الحضاري والثقافي

إجتماع المجلس الإستشاري للتنمية الثقافية بالمنامة

أعلن مساء اليوم في العاصمة البحرينية المنامة، عن مناقشة مشروع برنامج عمل بشأن تعزيز الدعم الإسلامي والدولي للحفاظ على التراث الحضاري والثقافي في القدس الشريف، خلال حفل اختتام أعمال الاجتماع السادس عشر للمجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي الذي تواصل على مدى يومين بمشاركة الدول الأعضاء، بينهم دولة فلسطين، وممثلو منظمة التعاون الإسلامي.

وحضر الاجتماع سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين السفير خالد عارف، ووكيل وزارة الثقافة جاد الغزاوي ممثلا لدولة فلسطين.

وأقيم الاجتماع لمناسبة الاحتفاء بمدينة المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2018 وتحضيرا للمؤتمر الإسلامي الاستثنائي لوزراء ثقافة الدول الإسلامية والذي سيُعقد في البحرين مع نهاية شهر نوفمبر القادم، برعاية سامية من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

وأفصح الغزاوي، أنه خلال المؤتمر الإسلامي الاستثنائي لوزراء الثقافة خلال اجتماعهم المقرر في المحرق بالبحرين نهاية نوفمبر القادم سيتم مناقشة مشروعي قرارين مهمين، أحدهما مشروع برنامج عمل بشأن تعزيز الدعم الإسلامي والدولي للحفاظ على التراث الحضاري والثقافي في القدس الشريف.

من جانبه ألقى مدير أمانة المجلس التنفيذي والمؤتمر العام والمؤتمرات الوزاريّة المتخصصة، محمد الغماري، كلمة نيابة عن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة قال فيها: إن هذا الاجتماع يأتي لمواجهة التحديات التي تعيق المسيرة التنموية في العالم الإسلامي، والتي يأتي في مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس الشريف.

فيما تحدث مدير الثقافة في منظمة "الإيسيسكو" نجيب الغياثي في تصريح له، إن اجتماع المجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي يهدف إلى التحضير لأعمال المؤتمر الإسلامي الاستثنائي لوزراء الثقافة، والذي سيناقش موضوعين مهمين يستجيبان للظروف التي يمر بها العالمان العربي والإسلامي.

وأشار إلى أن المشروع الأول يتعلق بتقديم مزيد من الدعم للعمل الإسلامي والدولي فيما يتعلق بحماية التراث الحضاري والثقافي لمدينة القدس، تلك المدينة التي يتعرض فيها التراث الحضاري لمحاولات التهويد والتشويه والتحريف على يد الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى إدراج مشروعات غير تقليدية في صون التراث، مثل إقامة مهرجان دولي للفنون في مدينة القدس على هامش اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية في عام 2019 عن المنطقة العربية، إلى جانب إنشاء متحف افتراضي للتراث المادي وغير المادي وغيرها من المقترحات التي نتطلع من خلالها إلى إعطاء زخم جديد لحماية التراث الثقافي والحضاري في مدينة القدس.

فيما أكد الغزاوي في كلمته شُكر فلسطين قيادَة وشعبا لأشقائِها العرب والمسلمين على وقوفهم الدائِم إلى جانب القدس، وثمّن كلّ المبادرات التي تُطرح من الدّول كافّة للتأكيد على الهويّة الإسلاميّة والعربيّة لمدينة القدس الشّريف، عاصِمة الدّولة الفلسطينيّة، لافتًا إلى أنّ التراث بشقيه المادّي وغير المادّي في القدس لا يُعيدنا إلى الماضي فحسب، بل يؤكّد حقّنا التاريخيّ بالحاضِر والمُستقبل.

ودعا الغزّاوي إلى الاهتمام بالجوانب الفنيّة والأدبيّة التي تُبرز إبداع المَدينة وصمودها، ونقل هذا الإبداع وتَرجمته رسالة حيّة وحقيقيّة إلى العالم بشبابِه، وصِغاره، ومثقفيه، مشيرًا إلى أنّ القُدس تضمّ عددًا من الكُتاب والمُبدعين والفنانين الذين ينقلون الصّورة الحقيقيّة لتفاصيلها، مستلهِمين الذاكِرة الحيّة، ومنطَلقين إلى فضاء من الحريّة والتأريخ والإبداع.

وتضمّن برنامج عمل تعزيز الدعم الإسلامي والدولي للحفاظ على التراث الحضاري والثقافي في القدس على ستّة مشاريع، هي جرد التراث المقدسيّ الماديّ وغير المادي، ووضع نظام للمعلومات الجغرافيّة "GIS" حول القدس، وإنشاء متحفٍ افتراضي للمدينة، وترميم معالم التّراث الثقافي المقدسيّ وصيانتها، وكذلك برنامج للتّوعية الشاملة بالحقائق التاريخيّة، والموروث الثقافي والحضاري للقدس، إضافة إلى دعم البحث والتأليف والتّرجمة والنّشر حول قضايا القدس.

يذكر أنّ المجلس أنشئ بقرارٍ من المؤتمر الإسلاميّ الثاني لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي وقد حازت فلسطين على العُضويّة الدائِمة في هذا المَجلس الاستشاري، وأقرّ ذلك في المؤتمر الإسلامي العاشِر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، والذي عُقد في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2017.

وفي الختام شكر السفير خالد عارف مملكة البحرين ملكا وحكومة وشعبا لاستضافتهم لهذا الاجتماع الهام للمجلس، والذي افتتحته الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار.

كما وجه السفير عارف شكره الخاص للمجلس الاستشاري للتنمية والثقافة للاهتمام بشكل خاص ومتابعة الوضع تراثيا وثقافيا وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، مثمنا جهود الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار على دعم مملكة البحرين الشقيقة الدائم لفلسطين، خاصة دعم المقدسات الإسلامية في مدينة القدس.

كما نوه السفير عارف إلى أن الاجتماع خرج بعدد من التوصيات أبرزها: اتخاذ إجراءات عمليّة تضمن السياسات والخطط الثقافية الوطنية التعريف بالتراث الحضاري والثقافي للقدس الشريف المادي وغير المادي، وتكثيف الجهود لعلاقات التعاون الإقليمي والدولي لحث الجهات المانحة والمتخصصة لتعزيز الدعم الإسلامي والدولي لتفعيل برنامج العمل.

وأشار إلى ضرورة تعزيز التعاون مع جهة الاختصاص في دولة فلسطين لتقديم الدعم المالي والفني لترميم معالم التراث المقدسي وتوثيق عناصره اللامادية، وتوحيد مواقف الدول الإسلامية في لجنة التراث العالمي ضد المحاولات الإسرائيلية لتهويد معالم التراث المقدسي، ودعوة لجنة التراث في العالم الإسلامي تحت إشراف منظمة الإيسيسكو إلى تعزيز جهودها لحماية التراث المادي وغير المادي في القدس، والاستفادة من خبرات الدول الأعضاء في هذا الشأن، وتخصيص المزيد من الأنشطة والبرامج الميدانية للتعريف بالموروث الثقافي المقدسي، لاسيما لفئات الشباب والأطفال.

وأكد السفير عارف ان القدس كانت ولا تزال وستبقى هي العاصمة الأبدية لشعبنا ولدولتنا الفلسطينية الحرة المستقبلية، وإنها ستكون حاضرة وبقوة خلال الخطاب التاريخي الذي سيلقيه سيادة الرئيس محمود عباس بعد غدٍ الخميس في الأمم المتحدة، تأكيدا على فلسطينية وعروبة القدس، هذه المدينة المقدسة التي تتعرض في هذا الظرف الدقيق والحساس لقضيتنا الفلسطينية لأعتى المخططات الإسرائيلية الأمريكية لتهويدها وشطب تاريخها الإسلامي والمسيحي.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد