مصادر أمنية تكشف عن الخطر الحقيقي والرئيسي الذي يُواجِه إسرائيل

الجيش الاسرائيلي

أكدت مصادر أمنية إسرائيلية، أن الخطر الحقيقيّ والرئيسيّ الذي يُواجِه إسرائيل، يكمن في إمكانية انفجار الضفّة الغربيّة، محذرة من خطورة تجاهله.

ونقل مُحلّل الشؤون العسكريّة في الصحيفة، يوآف ليمور، عن مصادر أمنية قولها إنّ الانشغال الإسرائيليّ المُكثّف بما يجري على الحدود الشماليّة مع سوريّة وحزب الله وإيران على أهميته، بالإضافة إلى التركيز على الجبهة الجنوبيّة، وما تُخطط له حركة حماس ، وهو أمرٌ طبيعي وصحيّ، على حدّ تعبيره، يصرف الأنظار عن الخطر الحقيقيّ والرئيسيّ الذي يُواجِه إسرائيل، والذي يكمن في إمكانية انفجار الضفّة الغربيّة، سواءً عن طريق العمل الفردي، كما حدث أمس عندما قتل أحد الفلسطينيين إسرائيليًا في غوش عتصيون، أوْ بواسطة العمل المُنظّم، الذي تقوده تنظيمات فلسطينيّة مُختلفة، على حدّ قوله.

وذكرت المصادر أن انخفاض نسبة العمليات الفدائية في الضفّة الغربيّة يعود إلى العمل الشّاق الذي يقوم به جهاز الأمن العّام (الشاباك الإسرائيليّ)، الذي يجمع المعلومات ويُوعِز للجيش، تقريبًا بشكلٍ يوميٍّ، بالقيام بتنفيذ حملات اعتقال لشبان فلسطينيين، كانوا يُخططون لتنفيذ عمليات ضدّ مستوطنين إسرائيليين في الضفّة الغربيّة، كما أكّدت المصادر.

ولفت المُحلّل ليمور إلى أنّ حالة اليأس والفقر في الضفّة الغربيّة وعدم وجود أيّ أفق سياسيّ لحلّ القضية الفلسطينيّة يدفع الشباب في الضفّة إلى القيام بأعمال (إرهابيّةٍ) ضدّ أهدافٍ إسرائيليّةٍ، وفق تعبيره.

وشدد في الوقت عينه إلى أنّه في الضفّة الغربيّة، خلافًا لغزّة، يعيش مئات آلاف المُستوطنين الإسرائيليين إلى جانب ملايين الفلسطينيين، الأمر الذي يزيد من إمكانية الاحتكاك بين الطرفين، وهو الأمر الذي يدفع الشباب إلى تحديد الأهداف ومهاجمتها، كما قال.

أقرأ/ي أيضا: تل ابيب: حماس تحاول جر الجيش الاسرائيلي لمواجهة عسكرية في غـزة

علاوةً على ذلك، أشار المُحلّل الإسرائيليّ إلى أنّ الضفّة الغربيّة قريبةً جدًا من مركز الدولة العبريّة، وهذا الأمر ي فتح الباب على مصراعيه أمام الفلسطينيين في الضفّة من الوصول إلى مراكز المدن الرئيسيّة في مركز إسرائيل بهدف تنفيذ العمليات الفدائيّة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ جميع العوامل التي ذكرها تُشكّل “وسادةً” نعامةٍ لنشوء (الإرهاب الفلسطينيّ).

وأوضح ليمور، نقلاً عن المصادر عينها، أنّ العملية الفدائيّة التي وقعت أمس الأحد وقُتل فيها أحد المُستوطنين، لم تكُن معروفةً بالمرّة لأجهزة الأمن، إذْ أنّ المنفّذ خرج من قرية يطا، وسافر إلى الخليل بحثًا عن “هدفٍ”، ولكنّه لم يجد، وعلى الرغم من أنّ والدته وصلت إلى أحد الحواجز وأخبرت الجنود بأنّ ابنها بصدد تنفيذ عمليةٍ عسكريّةٍ ضدّ إسرائيليين، أخفقت الأجهزة الأمنيّة في إحباط العملية، الأمر الذي أدّى إلى نوعٍ من القلق والتوجّس بسبب ذلك.

يُشار في هذا السياق إلى أنّ موقع (Israel Defense) المُختّص بالشؤون الأمنيّة والعسكريّة كان قد نشر أخيرًا تقريرًا حول ما وصفها بخارطة التهديدات المُحدثة”، والتي تُشكّل تحديًا أمام الجيش الإسرائيليّ، وتُعتبر الشغل الشاغل للمؤسسة العسكريّة حاليًا وخلال السنوات المقبلة، حيث حدّدّت الأخيرة رؤيتها وإستراتيجيتها وميزانيتها، بناءً على طبيعة تلك المخاطر، التي تنوعت ما بين الداخل الإسرائيليّ، وصولا إلى الدائرة الثالثة، التي تقف على رأسها إيران.

وقال التقرير:" اعتمادًا على المصادر الأمنيّة في تل أبيب، خلُص إلى القول إنّ الخطر الجديد الذي دخل إلى دائرة التهديد الثالثة للمرّة الأولى، هو الخطر السيبراني، المُتعلّق بأمن المعلومات، وفي هذا الصدد يُعتبر الحديث عن خطرٍ مجهولٍ يصعب تحديد هويته، ومن ثم تتوقع تقارير أنْ تكون محاولات مواجهة خطر الحروب السيبرانية التي تشمل أبعادًا عديدةً متعلقةً بأمن المعلومات وتحمل أبعادًا هجوميّةً مدمرةً أيضًا، على رأس أولويات المؤسسة العسكريّة في إسرائيل".

وبحسب ما أورده التقرير، تُعتبر خارطة التهديدات التي يجري الحديث عنها تحديثًا لتلك التي تمّ وضعها العام الماضي، وأنّ مطلع 2018 شهد تقديرات تُرجّح انضمام جبهة الضفّة الغربيّة إلى المخاطر المُحدّقة بإسرائيل، وهو ما حدث بالفعل، حيث تمّ إدراج الضفّة الغربيّة ضمن المناطق التي تُشكّل خطرًا ضدّ الدولة العبرية حاليًا ومستقبلاً.

وأشار التقرير إلى أنّ أحد أبرز وأقرب المخاطر الجديدة التي تمّ إدراجها ضمن التقديرات المُحدثّة في هذا الصدد، هو الخطر الداخليّ، لا سيما الخطر الذي يتمركز في المحور بين القدس الشرقيّة وباقي الضفّة الغربيّة، زاعمًا أنّ التقديرات الجديدة تؤكًد أنّ عدم التركيز على مُواجهة هذا المحور يحمل خطورةً بالغةً، لأنّ التوتر في القدس الشرقيّة قد يتسبب بإشعال الأراضي المحتلة بالكامل، وربما يتسبب أيضًا في تحفيز جميع الجبهات الأخرى الخارجيّة للعمل ضدّ إسرائيل، على حدّ تعبيره.

وتابع الموقع العبريّ قائلاً إنّه في الوقت الذي تعتبر المؤسسة العسكرية في تل أبيب أنّ الخطر الأقرب هو الخطر الداخليّ النابع من الضفّة الغربيّة، وبالتحديد القدس الشرقية، نظرًا لحساسية وضع المدينة بالنسبة للعالم الإسلاميّ، فإنّها حدّدّت بشكلٍ نهائيٍّ، وبعيدًا عن مواقف السياسيين أوْ بعض قيادات الجيش الإسرائيليّ، أنّ الخطر الأبعد من الناحية الجغرافيّة هو إيران، التي تقع ضمن ما تُسّمى دائرة الخطر الثالثة، بحسب ما أكّدته المصادر الأمنيّة للموقع العبريّ.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد