يديعوت: تفاهمات التهدئة في غزة 'بضاعة مستعملة' وهذا ما تريده إسرائيل!

مصر تضع اللمسات الأخيرة على اتفاق التهدئة بحسب مصدر أمني مصري -صورة لمدينة غزة-

وصف المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، اليوم الجمعة، ما رشح حول تفاهمات التهدئة في غزة إلى وسائل الإعلام بأنها "البضاعة المستعملة المسماة تسوية".

وقال فيشمان : "حاولوا بيعنا هذه البضاعة عدة مرات في الأشهر العشرة الأخيرة". 

وأوضح أنه "في مطلع العام 2018 أطلقوا عليها اسم ’خطة إنسانية لإعمار القطاع’، وعشية اندلاع المواجهات عند السياج، في آذار/مارس، وصفت بأنها ’مجهود من أجل لجم تفجر العنف في القطاع’.

وأضاف : "هذه السيدة ذاتها بعد تغيير زينتها، وهي عبارة عن خطة مصرية متعددة المراحل لإعادة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة".

واعتبر فيشمان أنه "في اليوم الأخيرة نشأ هنا مشهد كاذب، يعتمد على حرب نفسية من جانب حماس وحزب الله إلى جانب مشاهد سياسية من جانب أعضاء كابينيت إسرائيليين، وبموجبه أن ’تسوية’ جديدة شاملة ودراماتيكية، ستشرق علينا هذا الصباح. والأمر الوحيد الجديد هنا هو بضعة أقوال لا غطاء لها كتلك التي تعد بتهدئة ستستمر سنة"، متسائلا : "ما هو النظام الذي سيراقب ويطبق هذه التهدئة؟".

اقرأ/ي أيضًا: قيادي فلسطيني بالقاهرة يكشف تفاصيل الاجتماعات بشأن التهدئة في غزة

ووفق ما نقله "عرب 48"، يبدو أن فيشمان يتبنى، أو يروج، لموقف جهاز "الشاباك" المعارض للتسوية، وعبر عنه رئيس هذا الجهاز، نداف أرغمان، بقوله إن "التسوية ستضعف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس ، وتعزله". 

وكتب فيشمان أن "كل شيء بدأ قبل حوالي عشرة أشهر، عندما استأنفت مصر مبادرة المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس، وهي مبادرة تقود إلى إعادة السلطة وفي مرحلة لاحقة إلى خطة مصالحة إسرائيلية – فلسطينية. وأعطت إسرائيل مصر ضوءا أخضر، ولكن من وراء الكواليس أوضحت لأبو مازن أنه ليس مجديا له الموافقة على خطة لا تنزع حماس سلاحها فورا. وأبو مازن اقتنع، وللتأكد من ذلك خنق القطاع اقتصاديا"، وفق قوله.

ومضى فيشمان أن "إسرائيل ذُعرت مما اقترفته أيديها في بداية كانون الثاني/يناير الماضي، عندما دهورت الوضع الإنساني غزة إلى كارثة. وعندها ولدت خطة الجنرال يوءاف مردخاي التي جندت الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية وقطر لمصلحة مشاريع لإعمار بنية تحتية إنسانية في القطاع".

وتابع : "في الخلفية كان هناك موضوع الأسرى والمفقودين، ولذلك لم يجر الحديث أبدا عن ترميم اقتصاد القطاع لأمد طويل". 

ووفق فيشمان، فإنه بحلول آذار/مارس، رأوا في إسرائيل أن المنطقة على شفا الانفجار، ولذلك دفعوا بكل قوة لبدء الإعمار، لكن هذا كان متأخرا، واندلعت موجة "العنف" في القطاع وتجمد كل شيء.

وأردف قائلا إنه "منذئذ وحتى اليوم، كل ما تريده إسرائيل هو العودة إلى يوم ما قبل اندلاع المواجهات، وفي المقابل هي مستعدة لأن تعطي ما كانت مستعدة بالضبط أن تعطيه حينئذ. وحينذاك، مثل الآن، طُرح المقترح بأن تدفع قطر الرواتب لموظفي حماس بمسار ’يلتف على السلطة’، وحينها أيضا حذر الشاباك من أن خطة كهذه ستمس بمكانة أبو مازن الذي تحتاج إسرائيل إليه لمواصلة التنسيق الأمني".

وأشار إلى أن ما أدى إلى استئناف المبادرة المصرية كان توجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، إلى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال لقائهما السري، في أيار/مايو الماضي. "كان هناك تخوف من أن المواجهات في القطاع ستتدهور إلى مواجهة شاملة، وآمنوا في إسرائيل أنه بواسطة المبادرة المصرية للتسوية بين حماس وأبو مازن ستهدأ الخواطر".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد