بالصور: غزة: خريج بُترت قدماه فأصبح أسعد رجل في العالم

خريج بُترت قدماه فأصبح أسعد رجل في العالم

انقلبت حياة الجريح الفلسطيني لؤي النجار رأسًا على عقب، بعد إصابته بصاروخ استطلاع إسرائيلي، أفقده كلتا ساقيه، خلال الحرب الإسرائيلية الأولى على غزة عام 2008.

ويقول النجار الذي يسكن بمنطقة خزاعة شرقي محافظة خان يونس، أنه: "قبل الإصابة كان يعيش بشكل طبيعي جدًا، وكان يدرس في السنة الثانية بالجامعة الإسلامية بغزة، تخصص جغرافيا"، مضيفًا أن: "ترتيبه كان الأول على دفعته في ذلك الوقت".

ولم يتقبل النجار ذو الثلاثين عامًا فكرة بتر ساقيه في بداية الأمر، واصفًا أنها: "كانت صعبة للغاية"، لكنه تمكن من قهر الإعاقة وتسخيرها في خدمة الآخرين رغم المشقة والتعب، مؤمنًا أن ما حصل معه من بتر لساقيه "ابتلاء يستوجب الشكر والرضا".

36223868_2165540543676653_6953247882640097280_n.jpg
 

همة عالية

النجار وعلى الرغم من فقده ساقيه، إلا أنه يُسطر أسمى معاني الصمود والتحدي، وشكل من أشكال المعاناة المستمرة، فلم تقف إصابته حائلًا أمام مواصلة حياته بشكل طبيعي.

ومع بداية موسم حصاد القمح والشعير في حقول خان يونس، تراه منطلقًا يزحف على الأرض بنصف جسد نحو محصول القمح، بإرادة وعزيمة وتحدِ واضح لإعاقته، مؤكدًا أن: "لإعاقة لا يمكن أن تمنع أي أحد من القيام بكل ما يحب ويرغب".

ويشارك النجار في جني المحصول بشكل تطوعي دون حصوله على أي أجر مادي، مفتخرًا بكل ما يقدمه من خدمة لأقاربه وجيرانه.

36176865_2165534123677295_6908396260722475008_n.jpg
 

ويقول النجار: "لا أحب الراحة، فأي عمل أقوم به أعتبره إنجاز"، إلى درجة أنه طلب كرسيًا متحركًا عوضًا عن الكهربائي الذي يعتبره "مصدرًا للكسل والخمول".

كذلك يقوم النجار بممارسة الرياضة، مؤمنًا أن كل خطوة ممكن أن يخطوها بمثابة رسالة لكل إنسان لرفع الروح المعنوية، ومؤكدًا أن: "الإرادة بالفعل تصنع المعجزات".

رحلة علاج

وعلى إثر إصابته، دخل النجار في غيبوبة استمرت 25 يومًا، ولصعوبة حالته الصحية، جرى نقله إلى مستشفى العريش بجمهورية مصر العربية، ومن ثم نقل بإخلاء طبي جوي إلى المملكة العربية السعودية لتلقى العلاج.

وبعد إفاقته من الغيبوبة، يقول النجار: "عرفت أنني أصبت إصابة بالغة الخطورة، وكنت أتحسس قدمي"، ليخبره خاله المرافق معه في رحلة العلاج أن: "رجليك سبقوك للجنة".

وبإرادة وقوة، توجه النجار إلى استخدام الأطراف الصناعية لأول مرة في عام2009 ، مشيرًا أن: "الأطباء استغربوا من ردة فعله".

36176916_2165534093677298_6351374199688265728_n.jpg
 

ويتابع النجار: "لبست الأطراف لأول مرة ومشيت عليها مستخدمًا "ووكر" ليوم واحد ومن ثم مشيت بعكاز واحد حتى أصبحت الآن أمشي بدون أي أداة مساعدة".

تحدي الحياة

ولفت النجار إلى أنه تمكن برغم الألم من خوض معارك الحياة محولًا الألم إلى أمل، مشيرًا أنه أنهى دراسته الجامعية في سنة 2015 بمعدل عام 75% رغم وضعه الاقتصادي السيء.

وأضاف النجار أنه: "تزوج بعد عودته للقطاع، وأنجب 5 أفراد"، ويعيش مع زوجته، وأطفاله الخمسة، الذي يقول إنهم "أنسوه مرارة المأساة التي تعرض لها بفقدان قدميه".

35927169_2165540380343336_5176193683472515072_n.png
 

ونوه الشاب النجار الى أنه لا يعمل حاليًا، ويعتمد على الإعانات من مؤسسات خيرية، لكن بالرغم من ذلك، يؤكد أنه: "يحاول تحدي حالته وأن يجعل من نفسه مفيدًا دائمًا".

ويردف النجار: "أقوم بنشاطات عديدة بكامل قوتي مثل: المشاركة في موسم جني الزيتون، وتسلق الأشجار، وصعود السلم لصيانة كل ما يعطل بالبيت من كهرباء، والعمل في "الطوبار"، وفلاحة الأرض، وغيرها".

وتابع النجار: "أساعد زوجتي في البيت، أغسل الأطباق وأنظف الأرض وأساعد أطفالي في دراستهم، أشعر أنني أسعد رجل في العالم".

36177256_2165534063677301_7414609829307613184_n.jpg
 

وينصح النجار كل إنسان يعاني من الإعاقة أن يسير على نفس الطريق التي سلكها، باعتبار أن الإعاقة إعاقة العقل وليس الجسد، مشددًا على: "ضرورة التسلح بالإيمان بالله للتغيير نحو الأفضل والأجمل".

واختتم لؤي حديثه بتوجيه رسالة للمسؤولين، حيث تمنى من كل المعنيين بشؤون للجرحى وذوي الإعاقة، أن ينظروا لهم بعين الاعتبار، مبينًا أن: "لديهم القدرة على العمل أفضل من السليمين".

36051140_2165534247010616_7941697415692681216_n.jpg
35974545_2165534223677285_7356022545495097344_n.jpg
35922997_2165534167010624_4777627890999099392_n.jpg
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد