"القطايف" ضيف رمضاني يتغيب عن موائد سكان غزة

القطايف في غزة

جرت العادة على أن تكون القطايف إحدى الحلويات الأساسية على سفرة أهالي الشام وتحديدًا فلسطين، في شهر رمضان المبارك، إلا أن ذلك لم يعد ممكنًا بالنسبة لشريحة كبيرة في غزة .

ودخل رمضان هذا العام على سكان غزة دون استعداد مسبق، في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة للغاية؛ بسبب استمرار الحصار وقلة فرص العمل والخصومات على رواتب الموظفين الحكوميين، وعشرات الأسباب الأخرى.

عادة توقفت

واضطر المواطن محمد طه (35 عاماً)، موظف حكومي، إلى حرمان عائلته من عادة رافقته مدة 15 عاما.

ويقول طه لـ(سوا): "إنه اعتاد على شراء (5) كيلو من القطايف مع كل لوازمه من الحشوات المختلفة، في أول يوم لشهر رمضان، ويوزعه على اخواته المتزوجات".

33186771_2164621703578755_8895805644376899584_n.jpg

ويقوم طه بذلك من أجل ادخال الفرح والسرور على قلوب اخواته وأبنائهم لقدوم شهر الخير والبركة، "لكن هذا العام الوضع يختلف كون الراتب بالكاد يكفي لعائلتي"، يضيف.

وختم حديثه وهو يقول : "بإذن الله سأعوضهن عن هذا الشيء، عند وقف الخصومات على الرواتب، وعودة الحياة إلى ما كانت عليه".

أُمنية مُأجلة

من جانبها، أبدت المواطنة أم العبد صالح (45) عاماً، وهي والدة لسبعة أطفال، من سكان حي الشيخ رضوان، تذمرها من تأخر صرف شيكات الشؤون.

وبنبرة غضبٍ تقول: "كنا نتوقع ألا يدخلوا أمور الفقراء والمحتاجين في السياسة، وأن يصرفوا لنا شيكات الشؤون، إلا أن توقعاتنا غيبها الواقع المرير الذي يمر به القطاع". 

وتعتمد أم العبد في إعالة أبنائها، على شيكات الشؤون منذ سبعة أعوام، وهي السنوات التي مرّت على وفاة زوجها، إلى جانب عملها في المشغولات اليدوية "التطريز".

وتضيف بحسرةٍ وألم: "وعدت أطفال أن اشتري إليهم حاجيات ولوازم الشهر الفضيل، اضافة إلى القطايف، إلا أن كل الوعود تأجلت لحين صرف شيكات الشؤون أو توفر المال لدي".

32313523_1786126908114562_3587030164472594432_n.jpg

باتت وجبة "القطايف" أمنية مؤجلة لدي أطفال الحاجة أم العبد، في ظل سوء الوضع الاقتصادي الذي يمر به القطاع.

أسباب وأمنيات

بدوره، أكد محمد المزنر صاحب أحد محلات الحلويات في غزة، أن إقبال المواطنين على شراء "القطايف" ضعيف نوعاً ما، مقارنة بالسنوات الماضية. 

ويرجع المزنر ضعف الإقبال لسوء الوضع الاقتصادي مع استمرار الخصومات على رواتب الموظفين الحكوميين وهم الفئة الأكثر بين الشعب، إضافة لحلول شهر رمضان منتصف الشهر، "وعادة تكون الرواتب نفذت من بين يدي العائلات".

وأشار إلى أن عدد من الأطفال يأتون إليهم، يرغبون بشراء القطايف بقيمة "شيكل واحد"، إلا أننا نقدم إليهم من نصف كيلو إلى كيلو مجاناً، مشاركة منا لأبناء شعبنا الفلسطيني ظروفه الصعبة، وصدقة عنا وعن مالنا. 

وأوضح المزنر أن سعر كيلو القطايف يتراوح من (5 _ 8 شواكل) في المحلات التجارية داخل قطاع غزة، مؤكداً أن تجهيز تكلفته تصل إلى (20 شيكل)، وقد تصل إلى (50 شيكل) على حسب الحشوة المستخدمة.

وتمنى أن تشهد الأيام القليلة القادمة، زيادة في إقبال المواطنين على شراء القطايف وغيرها من الحلويات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد