افتتاحية هآرتس: عالقون على أبواب غزة

جنود الاحتلال الاسرائيلي

قالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية الصادرة اليوم في افتتاحيتها أنه يجب على اسرائيل ان ترى في الأحداث الدامية على حدود غزة إشارة تحذير للمستقبل وتركز الجهود لمنع التصعيد والذي قد ينتقل الى مواجهة واسعة.

افتتاحية صحيفة هآرتس:

كتبت "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، أنه يجب أن ترى إسرائيل في الأحداث الدامية على حدود قطاع غزة، حيث قتل 15 شخصًا وأصيب 758 حتى الآن، إشارة تحذير للمستقبل، وتركز الجهود لمنع التصعيد، والذي قد ينتقل إلى مواجهة واسعة. مرة أخرى، يبدو أنه بمجرد أن تشعر إسرائيل بـ "النصر" على الجانب العربي من الصراع، ويحكي قادتها للجمهور أن وضعنا لم يكن أفضل من قبل وأن "العالم" يتعامل مع قضايا أخرى، فإن العرب "المهزومين" لا يتجاوبون مع هذا التمييز ويجدون نقطة ضعف في الجانب الإسرائيلي. هذا ما حدث عشية حرب يوم الغفران وقبل الانتفاضتين الأولى والثانية، وقد يحدث الآن. 

منذ صعود دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، يبدو أن حلم اليمين الإسرائيلي قد تحقق. رؤية حل الدولتين اختفت من الحوار الإسرائيلي والعالمي، السفارة الأمريكية في طريقها إلى القدس ، الانتقادات على توسيع المستوطنات أصبحت معتدلة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس يقترب من نهاية عهده بدون إنجازات، و حماس معزولة بين الحصار الإسرائيلي والإغلاق المصري. حقا جنة، كالتعبير المفضل لدى وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، الذي وعد أمس بتكثيف الرد الإسرائيلي إذا واصل الفلسطينيون " مسيرة العودة ". 

لكن، في الواقع، امتنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورفاقه في القيادة السياسية عن إجراء أي مناقشة جدية للسياسة تجاه غزة. لقد اختبأوا وراء عائلة غولدين، التي تطالب باشتراط أي تخفيف للحصار بعودة جثة ابنها، وخلف الرفض العام لليمين لكل ما يفسر على أنه "تنازل للعرب"؛ وتجاهلوا تحذيرات رئيس الأركان غادي إيزنكوت حول احتمال اندلاع العنف في الساحة الفلسطينية، وأرسلوا الجيش الإسرائيلي للدفاع بوسائل عسكرية عن طريق سياسي مسدود، على أمل كسر الفلسطينيين، بكل ما يعنيه ذلك.

لقد فشلت الحكومة أيضا بتجاهلها لعباس وإضعافه وتقوية حماس في الساحة الفلسطينية. والأهم من ذلك كله، اتضح مرة أخرى، أن إسرائيل لا تعرف كيف ترد على شكل جديد من الاحتجاج - كما حدث في حالة البوابات الإلكترونية في الحرم - عندما لا يستخدم الطرف الآخر العنف ضدها، أو (الإرهاب) أو إطلاق الصواريخ. 

هذا هو الوقت المناسب للتعافي. فبدلاً من تهديد الفلسطينيين بقتل غير ضروري آخر وانتظار كارثة ستؤدي، كما في الماضي، إلى تغيير في السياسة الإسرائيلية، يجب على نتنياهو أن يمنع تصعيد النزاع: الحد من النيران، وتخفيف الحصار القاسي على غزة وتجديد المفاوضات الدبلوماسية مع عباس. تبدو مثل هذه الاقتراحات كالخيال في عهد الحكومة اليمينية المتطرفة، التي تنتشي بـ "النصر" على الفلسطينيين، والتي تحاول حل كل مشكلة بالوسائل العسكرية، لكنها لا تملك طريقة أخرى للالتفاف على فخ غزة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد