بالصور: القسام ينشر تفاصيل كمين "عسقلان" مع القوات الإسرائيلية

28-TRIAL- غزة /سوا/عد أشهر على انقشاع غبار الحرب على قطاع غزة، والتي كبّدت الاحتلال خسائر فادحة، وقتل وأصيب خلالها مئات الجنود الإسرائيليين، في عمليات وكمائن نوعية للقسام، عثر رجال القسام شمال قطاع غزة على سلاح وبقايا عتاد عسكري لأحد الجنود الذين قتلوا في كمين محكم للقسام قرب موقع عسقلان شمال بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
كانتْ الساعةُ تشيرُ إلى الواحدةِ ليلاً في إحدى اللّيالي الباردة، عندَما بدأَ مجاهدُو القسامِ يحفرون حفرةً تُسمّى "الكمين" وبدأوا العملَ بِكُل عزيمةٍ وإصرارٍ، وعيونُهم ترنُو إلى يومٍ يحينُ فيه اللقاءُ ليشتبكُوا معْ جنودِ الاحتلالِ منْ مسافةِ صفر التي أصبَحت لهَا قيمةً كبيرةً في عهدِ القسامِ!
وبدأت الحربُ واشتعلتْ وحمي الوطيس، وهددَّ الاحتلالُ على لسان يعالون بحربٍ بريةٍ شديدةٍ تحرق الأخضرَ واليابس، فكان الردُ صاعقاً من أبي عبيدة الناطق باسم القسام بقوله "أتتوعدنا بما ننتظرُ يا ابن اليهودية".
وكانت الحربُ البريةُ فرصةً لرجال القسام من وحدة "النخبة" لأن يثخنوا في أعداءِ الله ويقتلوا المزيد، وهذا ما لم يفهمه الاحتلال وجنده إلا بعد أن دخلوا غزة لأمتارٍ محدودة فذاقوا الويلات والعذابات وخرجوا يجرون أذيالَ الخيبة والهزيمة.
وعلى مقربةٍ من موقع عسقلان التدريبي شمال قطاع غزة، رابطَ مجاهدو القسام الخمسة وهم الشهيد القسامي علاء طنطيشي وعمّار حمدونة وحمزة ماضي وطارق العجرمي وإسماعيل خلّة في كمينٍ أعدوه مسبقاً، وكان هدف الكمين تدمير وقتل أكبر عدد من قوات الاحتلال وتوجيه ضربة في مكان لا يتوقعه وإعاقة تقدمه نحو هدفه.
كان أبطالُ القسامِ ينتظرون قدوم الاحتلال بشوقٍ كبير إلى مكان الكمين والوقوع فيه، وجاء يوم الجمعة 20 رمضان الموافق 18/7/2014م في أول ساعاتٍ لدخول الاحتلال للعملية البرية في معركة العصف المأكول.
وقال أبو حمزة مسئول العمليات في المنطقة وهو يصف كمين "ثغر عسقلان": الهجوم عبارة عن كمين مركب مكون من نقطتي كمين يتكون من خمسة مجاهدين: الكمين الغربي وفيه مجاهدان اثنان عند بوابة موقع عسقلان الشمالية، والكمين الشرقي وفيه ثلاثة مجاهدين عند مفترق أبو خوصة.
وبين أن الكمين مجهّز باتصال آمن، ودشمة، وعبوة أرضية مزروعة على مفترق طرق، و3 عبوات مضادة للأفراد "تلفزيونية" وأخرى مضادة للدروع "شواظ"، بالإضافة إلى سلاح الدروع RPG مزوّد بـ 4 قذائف إحداها تاندوم.
في السابع عشر من شهر يوليو 2014م، وفي ليلة الخميس بالتحديد فتح العدو الإسرائيلي بوابات زكيم ونتيف هعتسرا وبدأ بالتقدم نحو قطاع غزة، وبدأت الحربُ البرية.
ويتابع أبو حمزة في حديثه لــ  "موقع القسام": بدأ الاحتلال بالتقدم على حدود كتيبتنا في اتجاهين، من بوابة نتيف عتسرا ومن بوابة زيكيم، وعند الساعة 2:30 صباحاً وصلت قوات الاحتلال الراجلة والمتقدمة من الاتجاه الغربي لموقع الكمين الأول، وبدأ المجاهدون بفتح النار والاشتباك معهم وذلك بتفجير عبوة أفراد في قوة راجلةٍ متقدمةٍ ثم الاشتباك مع جنود وآليات الاحتلال من مسافة صفر.
وخلال دقائق تقدمت دبابة باتجاه منطقة الحدث وقد تمكن مجاهدو القسامِ في الكمين من تفجير عبوة جانبية في هذه الدبابة، وبعدها قام الاحتلال بقصف منطقة الكمين بالطائرات الحربية F16.
ويضيف مسئول العمليات: "تحركت قوة في الاتجاه الشرقي للالتفاف على المجاهدين في الكمين مما أوقع القوة في الكمين الثاني، فاشتبك معهم المجاهدون وفجروا عبوة شواظ في ناقلة جند، واشتبكوا معهم بقذائف الآربي جي والأسلحة الرشاشة من مسافة صفر.
وانسحبت قوات الاحتلال من المنطقة بشكل كامل "جنود وآليات" وذلك بعد سحب جنودهم القتلى والجرحى ونزول طائرةٍ مروحيةٍ لنقل جرحاهم وقتلاهم، ثم انهالوا على المنطقة بالقصف المكثف بالطائرات الحربية F16 وبالقذائف المدفعية بشكلٍ مُركز.
وختم المجاهد أبو حمزة روايته لتفاصيل العملية بقوله: " انتهى الاشتباك في تمام الساعة 4:10 فجراً باستشهاد المجاهدين، وإيقاع القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال، وبعدها تقدمت جرافات العدو لتهدم كل ما هو فوق الأرض من شجر وحجر ومباني في تلك المنطقة وتمحوا ذاكرة هذا الحدث الذي قهرت فيه قوات الاحتلال؛ فدمرت ما يزيد على 60 بيتاً من بيوت تلك المنطقة ودمروا الكثير من المزارع والمعالم في تلك المنطقة.





164
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد