274-TRIAL-أكثر من رسالة بائسة ومخجلة، وجهها أولئك الذين قاموا بتفجيرات غزة ، وأول هذه الرسائل وأخطرها هو التدني الأخلاقي في ممارسة الخلاف والاختلاف على الساحة الفلسطينية، ذلك أن اثني عشر تفجيرا في دقيقة واحدة، بما في ذلك تفجير منصة ذكرى الرئيس الراحل ياسر عرفات، يؤكد أن الذين فعلوها تحرروا تماما من أي اعتبار وهم على استعداد لأن يفجروا غزة ألف مرة إذا رأوا في ذلك مصلحة لهم ولأجنداتهم الخاصة.
 الرسالة الثانية وهي لا تقل خطورة عن الأولى حين تسرب قول اتهم "داعش" بتنفيذ التفجيرات، أن الذين دبجوا هذا الاتهام قصدوا وضع غزة كساحة من ساحات الإرهاب الدولي، وبهذا يغسل المفجرون إثم غزة عن يدي قاتليها الحقيقيين، وبدل أن تكون غزة مفصلا يحقق منها العدالة لكل فلسطين، عبر تسوية سياسية معقولة لقضيتها، يريدون لها أن توضع في قفص اتهام يحملّها مسؤولية كل أعمال الإرهاب في محيطها وربما أبعد من ذلك. 
والرسالة الثالثة.. تتصل بإعادة الإعمار، فمن هو ذلك المانح الذي سيودع أمواله في مشروع تتهده التفجيرات الداخلية والخارجية بلا هوادة، واضعين في الاعتبار أن كل الذين تعهدوا بتقديم الدعم اشترطوا الهدوء أولا ثم وضع ضمانات حقيقية لأن لا تدمر غزة مرة أخرى فتذهب أموالهم سدىً وكأنها احترقت.
 الرسالة الرابعة.. هي بكل أسف موجهة إلى الفلسطينيين الذين ملأوا الدنيا شكاوى من الظلم المتمادي الواقع عليهم في الضفة وغزة، فسنجد كثيرين يتلون علينا بيت الشعر التاريخي الذي صدره يقول... وظلم ذوي القربى أشد مرارة .....! ماذا نقول بعد كل هذا الذي حدث وبأي وجه نطل على العالم حين لم تنجو من اقتتالنا منصة زعيم وطني يفترض أنه للجميع وبعد أن حصل على جائزة نوبل للسلام صار للبشرية كلها.
إن الذين فجروا منصة ذكرى عرفات يعرفون أن أول نداء وجهه حين وصل إلى أرض الوطن، كان للمغفور له أحمد ياسين ... نداء أخوة وتفاهم وكفاح مشترك، فهل هذا جزاءه؟. ستمر سنوات طويلة وأحداث كثيرة دون أن ننسى ما حدث، لأن البقع السوداء في الرداء الأبيض غالبا ما لا تزول.

208

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد