الاستطلاعات: بيرتس المرشح الأقوى في الانتخابات الداخلية لرئاسة حزب العمل

عمير بيرتس

القدس / سوا / نشرت صحيفة "هآرتس" تقريرا حول الانتخابات الداخلية لرئاسة حزب العمل، جاء فيه انه قبل خمسة ايام من الانتخابات يحاول المنافسون اخراج الأرانب السياسية في اللحظة الاخيرة: من المحاولات غير المتوقفة للضغط على المرشحين الذين لا يحالفهم الحظ في الاستطلاعات لكي ينسحبوا من المنافسة، وحتى بذل جهود لتجنيد عضوات الكنيست البارزات في الحزب اللواتي تقفن على الحياد، ومن شأن نيل دعمهن ان يرجح الكفة لصالح المرشحين.

ويسود الاعتقاد في الحزب بان الصراع يركز الان على مسألة من سيصل من المرشحين الى الجولة الثانية مقابل عمير بيرتس، الذي يعتبر المرشح الرائد حاليا، بل يحظى بدعم كبير من نقابة العمل. وهذا هو مصدر المبادرة لتوحيد القوى ضده، والتي لم تنجح حتى الان.

ومن شأن نتائج الانتخابات الداخلية ان تنعكس ليس فقط على قدرة الحزب على الاحتفاظ بقوته في الكنيست، وانما يمكن ان تؤثر على التعاون السياسي مع حزب "الحركة" بقيادة تسيفي ليفني. فهوية الفائز ستؤثر على مبادرة ليفني لإجراء انتخابات داخلية لقيادة معسكر المركز – اليسار كله، وتقدر جهات مقربة منها بأن فوز مرشح في حزب العمل لا يؤيد هذه الخطوة يمكن ان يؤدي الى تفكيك "المعسكر الصهيوني".

وكان المرشح النائب اريئيل مرجليت، قد طلب من رئيس الحزب الحالي يتسحاق هرتسوغ الانسحاب من المنافسة. وقال امام جمهور المؤيدين للحزب في حيفا، يوم الثلاثاء الماضي: "انا دعمت هرتسوغ في المرة السابقة وكنت صديقا جيدا. جئت الى هنا وطلبت دعمه لأنه كان الرائد في المنافسة وانا كنت عضوا جديدا. الصداقة هي امر متبادل وليس احادي الطرف". كما كان المرشح عمر بارليف قد طالب هرتسوغ بالانسحاب. وقال في حديث داخلي، كشف عنه يوسي فورتر في "هآرتس" قبل اسبوعين، انه عرض على هرتسوغ المنافسة على رئاسة الدولة بعد اربع سنوات، والامتناع عن الخسارة.

من المشكوك فيه ان لدى مرجليت وبارليف معلومات راسخة تؤكد الفشل المتوقع لهرتسوغ. فالاستطلاعات لم تنجح حتى الان بعرض صورة واضحة. لكن هرتسوغ يحظى بتأييد نسبة غير قليلة كان يمكن ان تجد نفسها في صف مرجليت او بارليف لو استقال من المنافسة. وردوا في طاقم هرتسوغ على هذه الدعوة باستهتار، وقالوا "كان سيسرنا لو قام اشخاص لا يقودون نحو الفوز بالانضمام الى هرتسوغ من اجل اقامة جسم سياسي كبير واعادة حزب العمل الى السلطة واستبدال نتنياهو". وقال احد المرشحين، والذي رفض كشف اسمه: "منذ عدة اسابيع اواجه سلسلة من المحاولات لاقناعي واخرين بالانسحاب والالتفاف حول مرشح يهزم بيرتس في الجولة الاولى. هذا لا يحدث الان، لأنه لا ينوي احد الانسحاب".

وقال مسؤول رفيع في مقر احد المنافسين: "حسب تقديرنا فان 30 الف مصوت سيشاركون في الانتخابات، وسيصوت 12 الف ناخب في الجولة الاولى لبيرتس، بينما سيتقاسم البقية 18 الف صوت".

من جهتها لم تعلن تسيفي ليفني عن دعمها العلني لأي من المرشحين، لكنه يمكن التقدير بأنها ستفضل شريكها خلال العامين المنصرمين، يتسحاق هرتسوغ. وقالت ليفني لصحيفة "هآرتس": "انا اركز على مبادرتي لتأسيس كتلة مركز – يسار، واجراء انتخابات مفتوحة لرئاستها". لكن مبادرة ليفني يمكن ان تقود الى تفكيك "المعسكر الصهيوني" والغاء الشراكة بين حزبها وحزب العمل. فعمير بيرتس يدعم اقامة معسكر واسع عشية الانتخابات، لكنه اوضح بأنه ينوي رئاسته، وهو يعارض بشدة اجراء انتخابات مفتوحة لرئاسة المعسكر. وقال المقربون منه ان "بيرتس ينافس من اجل قيادة حزب العمل كحزب السلطة في اطار معسكر مركز – يسار، وليس من اجل الفوز بإمكانية المنافسة مرة اخرى". وحسب اقوالهم فانه اذا وافق يئير لبيد على النزول عن الشجرة والانضمام الى المعسكر، فان من شأن بيرتس ان يعيد النظر في موقفه.

وقالوا في حزب "الحركة" انه اذا فاز بيرتس برئاسة حزب العمل وتعامل بعداء مع ليفني، فإنها قد تنسحب من المعسكر الصهيوني وتقيم كتلة جديدة، تمتص اصوات من حزب العمل وتضعف فرص بيرتس بقيادة المعسكر.

ومن المتوقع ان تقود ليفني خلال الاسابيع القريبة حملة واسعة يقف من خلفها المستشار الاستراتيجي ايال اراد. وستدعو الحملة الى تشكيل معسكر ديموقراطي يقود الكتلة الجديدة. وبالنسبة لليفني فان هذه الخطوة ستحدد مستقبل شراكتها مع حزب العمل. ولم يستبعد المقربون منها ان ينافس ايهود براك على قيادة هذه الكتلة، واوضحوا بأنه سيكون على المنافسين على رئاستها الالتزام مسبقا بتقبل كل نتيجة تسفر عنها الانتخابات المفتوحة والالتفاف حول المرشح الفائز. وتهدف حملة ليفني الى اقناع مصوتي يوجد مستقبل بدعم الخط الجديد والضغط على لبيد لكي يوافق على ضم حزبه الى الكتلة.

ويتبين من استطلاع داخلي اجرته ليفني ان 60% من مصوتي "يوجد مستقبل" قالوا بأن لبيد يجب ان ينضم الى المبادرة الجديدة، فيما قال 7.5% انهم يعارضون ذلك. لكن فرص تحقيق ذلك ضعيفة جدا. فلبيد اعلن مرارا منذ الانتخابات بأنه لن ينضم الى اليسار وينوي السماح لأحزاب اخرى بالانضمام الى حزبه وخوض الانتخابات معا شريطة ان يترأس هو القائمة.

يشار الى ان اربعة استطلاعات للرأي اجريت في معسكرات المنافسين على رئاسة حزب العمل، تشير الى تقدم بيرتس على بقية المرشحين، حيث تتراوح نسبة التأييد له بين 23% و35%، ويليه ابي غباي الذي يحظى بتأييد 20%. وينافس هرتسوغ ومرجليت على المكان الثالث بفارق يتراوح بين 5% و8%. اما عمر بارليف فيحظى في كل الاستطلاعات بالمكان الاخير مع نسبة تأييد تتراوح بين 8% و11%.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد