حقيقة المخاوف الفلسطينية من تأخر وعدم تنفيذ اعادة الاعمار

272-TRIAL- غزة / عيسى محمد / خاص سوا  / رغم الارتياح النسبي الذي ظهر على تصريحات المسؤولين الفلسطينيين والقائمين والراعين لمؤتمر الاعمار من نتائج ومخرجات المؤتمر الذي اقر خلاله المانحون مبلغ 5.4 مليار دولار لاعادة اعمار القطاع الا ان مخاوف كبيرة تتملك المستوى الرسمي والشعبي الفلسطيني من عدم امكانية تنفيذ عملية الاعمار على أرض الواقع بسبب الاجراءات الاسرائيلية المتواصلة على المعابر واستمرار فرض الحصار وضبابية وقسوة الالية الدولية لادخال مواد البناء الى القطاع.
وتعزز المعطيات على الأرض المخاوف الفلسطينية والتي دعمتها تصريحات لمسؤولين امنيين اسرائيليين هددوا والمحوا خلالها الى امكانية اقدام اسرائيل بعرقلة اعادة اعمار القطاع بداعي وبزعم استفادة حركة حماس على الصعيد العسكري من المواد الخام التي ستدخل الى القطاع ضمن اعادة الاعمار.
ويرى المحلل السياسي حسن عبده بالمخاوف الفلسطينية بالمشروعة والحقيقة سواء كانت على الصعيد الشعبي او الرسمي في ضوء التجارب السابقة في مثل هذه الحالات وعلى وجه الخصوص بعد مؤتمر شرم الشيخ لاعادة اعمار غزة والذي عقد بعد انتهاء العدوان على غزة في عام 2009 ولم يطبق على ارض الواقع.
كما يرى عبده خلال حديث لـ"سوا" أن عدم اليقين من اتمام المصالحة ووجود خطة لدى طرفي الانقسام بانهاء هذه الحالة وتمكين حكومة التوافق الوطني من بسط سيطرتها الكاملة على قطاع غزة سيحد بشكل واضح من تنفيذ عملية الاعمار خصوصاً وان المانحين اشترطوا بشكل واضح وبشكل لا لبس فيه وصول الاموال الى قطاع غزة بتحقيق شرطين وهما تحقيق الهدوء وبسط سيطرة حكومة التوافق سيطرتها غير المنقوصة على قطاع غزة.
وقال عبده إن الاشكالية التي جرت في قضية المعابر مؤخراً عززت المخاوف الفلسطينية في هذا الاتجاه.
وحمل عبده بشده على الالية الدولية لادخال مواد البناء الى القطاع واصفاً اياها بالمرهقة والضبابية وعدم المجدية لاعادة الاعمار في الزمن المرسوم من قبل المسؤولين الفلسطينيين والدوليين.
وشكك عبده في الرقم المعلن من قبل راعي المؤتمر والبالغ قيمته 5.4 مليار دولار، مشيراً إلى ان ما تم رصده لعملية الاعمار فقط 2.2 مليار دولار فقط.
وقال مسؤول أمني اسرائيلي إن جهاز الأمن الإسرائيلي يتابع الحوار الحاصل بين حماس والسلطة الفلسطينية حول الشكل الذي سينتشر فيه آلاف أفراد الشرطة الفلسطينية حول المعابر الحدودية في رفح وكرم أبو سالم وإيرز، وحول طرق أدائها هناك.
ويشارك عبده الرأي المحلل السياسي خالد ابو شرخ والذي اكد ان عدم انتهاء الحرب والعدوان بشكل رسمي وانهاء الحصار سيعرقلان أي خطة او جهود لبدء عملية تنفيذ اعادة الاعمار كما يتوقع ويتطلع الشارع.
واضاف ابو شرخ خلال حديث لـ"سوا" أن المخاوف الفلسطينية تتعزز يومياً باستمرار الانتهاكات والاجراءات الاسرائيلية القاسية على المعابر برغم سيل التصريحات التفاؤلية للمسؤولين الفلسطينيين والاسرائيليين على حد سواء.
وتساءل ابو شرخ عن الضامن لعدم عودة العدوان الاسرائيلي مرة أخرى او الضامن لادخال كل ما يلزم من مواد خام لازمة لاعادة الاعمار، مشككاً في الوقت ذاته في قدرة الالية الدولية لادخال مواد الخام على تحقيق عملية اعادة الاعمار في ظل الدمار الهائل الذي حل بالقطاع نتيجة العدوان الاسرائيلي الذي استمر لاكثر من خمسين يوماً واسفر عن تدمير اكثر من ستين الف منزل ومنشأة.
طالب ابو شرخ المتفائلين بالعودة الى مؤتمر 2009 والذي لم ينفذ على ارض الواقع ولم تصل امواله الى المتضررين حتى اللحظة، مؤكداً أن اسرائيل غير معنية بالتخفيف عن سكان القطاع كما اشيع مؤخراً.
واعتبر الحديث عن تسهيلات هو بمجرد دعاية اعلامية كما هو المؤتمر والذي لم يحمل المسؤولية لاسرائيل باستثناء ما تحدث به الرئيس محمود عباس
وذكر موقع "واللا" الالكتروني، اليوم الاثنين، أنه لم يتقرر بعد ما إذا كان النظام الأمني عند المعابر سيبقى كما هو بحيث ستسيطر مديرية المعابر الفلسطينية بطريقة "التحكم عن بعد"، أم أنه ستقام مكاتب جديدة قريبة من المعابر. لكن جهاز الأمن الإسرائيلي يعبر عن قلقه من طريقة نقل المسؤولية عن المعابر من حماس إلى السلطة الفلسطينية.
ونقل "واللا" عن المسؤول الأمني قوله إن التغيير الذي سينفذ في الأراضي الفلسطينية في القطاع "قد يجلب معه ليس فقط ظواهر الرشاوى والفساد والبيروقراطية التي ستؤخر العمل في المعابر، وإنما قد يعيد العمليات التفجيرية فيها، لأن حماس ستبدو كمن رفعت مسؤوليتها عن المعابر، ورفعت مسؤوليتها عن الهدوء أيضا". من جانبه لم يستبعد القيادي في حزب "فدا" يسري درويش اقدام اسرائيل على عرقلة عملية اعادة الاعمار سيما وان التجربة معها بهذا الخصوص مريرة، معتبراً ان المخاوف الفلسطينية هي مشروعة ولا لبس فيها. وقال درويش لـ"سوا"إن الاحتلال الاسرائيلي لا يتواني عن فعل أي شيء يضر بمصالح الشعب الفلسطيني بحجج وذرائع مختلفة، داعياً في الوقت ذاته الى سحب كل الذرائع التي يمكن ان تعيق تنفيذ اعادة الاعمار ومن ضمنها تسهيل بسط السلطة وحكومة التوافق حكمها في القطاع واستمرار التهدئة. وانتقد درويش تأخر تسليم السلطة والحكومة للمعابر، محذراً من ان ذلك يؤثر سلباً على نفسية ومعنويات المشردين والمنكوبين.

220
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد