تجار الملابس بانتظار الرواتب لتحريك العجلة التجارية وبدء موسم التسوق

200-TRIAL- غزة / سوا/ عيسى محمد / يترقب تجار الملابس بقلق بالغ صرف رواتب الموظفين لبدء موسم التسوق المتوقف رغم قرب حلول عيد الاضحي.
ويسيطر الهدوء على اسواق الملابس وحصل أصحابها والعاملون فيها على فرصة لترتيبها وعرضها بصورة اكثر جمالية لاقناع المستهلكين بالشراء وسط امال كبيرة بحدوث هزة شرائية بعد صرف الرواتب المقررة غداً كما يقول التاجر عبد الرحمن موسى صاحب احد المحال التجارية في جباليا لـ"سوا".
ودفع غياب موسم الشراء وتأخره موسى إلى اللجوء للبيع في الأسواق الشعبية المنتشرة في مختلف مدن قطاع غزة.
ويتوجه موسى يومياً إلى احد الأسواق التجارية بدء من مدينة رفح بالجنوب وانتهاء بسوق الشيخ زايد في شمال القطاع بحثاً عن مشترين.
ويعول موسى كثيراً على صرف رواتب موظفي السلطة لتحريك العجلة التجارية وضخ الحياة في سوق الملبوسات تحديداً الغائب عن المشهد التجاري في القطاع منذ بدء العدوان الاسرائيلي على القطاع في السابع من شهر يوليو الماضي.
ولم يكن حال البائع رياض نصر صاحب محل تجاري في سوق مخيم جباليا افضل حالاً من نظيره موسى.
وتعكس الجلسات الجماعية للتجار وتبادلهم اطراف الحديث واحتسائهم للقهوة وسط السوق ضعف القوة الشرائية وحركة المشترين بشكل عام.
ويقضي نصر في الثلاثين من عمره معظم النهار في تبادل اطراف الحديث حول مجمل القضايا التي تخص التجار وابرزها تراجع الشراء والاقبال على الملبوسات.
وعزا نصر خلال حديث لـ"سوا" هذا التراجع الى طبيعة الأوضاع الاقتصادية والمادية التي يعاني منها المواطنون سيما بعد العدوان الاسرائيلي الذي استمر اكثر من 51 يوماً.
وبرغم تعويله على صرف رواتب السلطة إلا أن نصر لا يعتبرها كافية لوجود مئات الاف المواطنين يفتقدون الى مصدر رزق ويشكلون النسبة الأكبر بين السكان والمشترين.
أما جاره التاجر حسام شامية فيرى أن عودة القوة الشرائية للأسواق تتطلب استقراراً في الأوضاع الاقتصادية والمادية وصرف رواتب كل الموظفين بما فيهم موظفو الحكومة السابقة وصرف مستحقات الفقراء وغيرها.
وشكك شامية في حدوث طفرة شرائية عند صرف رواتب نحو سبعين الف موظف يوم غداً، لوجود اولويات اخرى امام هؤلاء الموظفين الذين يتلقون اكثر من 80 مليون دولار شهرياً.
وقال شامية لـ"سوا" إن حركة الشراء لغاية الان ضعيفة ولا ترتقي الى مستوى موسم العيد معرباً عن امله في تحسن الحال خلال الساعات والايام القادمة.
واضطر البائع سامي معروف صاحب بسطة لبيع الملبوسات في السوق نفسه إلى تخفيض اسعار الملبوسات الصيفية تجنباً لكسادها وعدم بيعها سيما وان موسم الشتاء على الابواب.
ويأمل ان يساهم تخفيض الاسعار بتحسن حركة البيع خلال الايام الخمسة المتبقية قبل حلول عيد الاضحى.
وقال معروف إنه لا يوجد وجه مقارنة بين موسم العيد الحالي والموسم الماضي الذي شهد حركة تجارية نشطة قبل حلول العيد باسبوعين.
وعلى الجانب الاخر تشهد محال بيع الملبوسات المستخدمة "البالة" اقبالاً ملحوظاً مقارنة مع المحال التقليدية.
وعبر التاجر هلال محسن صاحب محل في سوق جباليا عن رضاه من مستوى البيع.
وشوهد اقبال عشرات المواطنين على الشراء من المحل الذي يتوسط العديد من المحال التجارية التقليدية وسط مراقبة من اصحابها.
ويشجع انخفاض اسعار الملبوسات المستخدمة المواطنين على شرائها كما يقول المواطني اسعد محمود والذي اشار الى كسائه لابنائه الخمسة باقل من سبعين شيكلاً.
وقال إن كسوة ابنائه من الملبوسات الجديدة تحتاج الى اكثر من 700 شيكل وهو مبلغ لا يستطيع توفيره سيما وانه موظف في الحكومة السابقة في غزة لا يتقاضى راتبه منذ فترة طويلة باستثناء نصف راتبه تلقاه قبل عدة  ايام .
218
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد