172-TRIAL- في غزة لا أثر واضحاً تقريباً لحكومة الوفاق الوطني، حتى الوزراء هناك، لا تأثير لهم، بل ربما الغالبية المطلقة ممن قابلناهم من المواطنين لا يعرفون أسماء الوزراء الذين لم يقوموا حتى بزيارتهم في مناطقهم المنكوبة.
الوزارات في غزة ما زالت تعمل وفق ما كانت عليه الأمور خلال السنوات السبع الماضية، أي ما بعد الانقلاب، سواء من خلال تسيير أمور هذه الوزارات، أو من خلال صنع القرار فيها.
قد يدّعي البعض أن السبب الرئيس هو وجود حكومة الظل في غزة... وأنه لا بدّ من خلق أجواء جديدة تكون فيها الحكومة قادرة على ممارسة مهامها. 
ولكن السؤال الذي يطرحه المواطنون: لماذا لم يقم رئيس الحكومة والحكومة بشكل كامل بالتوجه إلى قطاع غزة، تحت أي ظرف من الظروف.. حتى لو كانت هناك معارضة أو مسيرة هنا وهناك من تنظيم أو فئة ما ضد الحكومة. 
ولكن إذا ما تعدّت الأمور إلى الاعتداء ـ لا سمح الله ـ كما حصل مع وزير الصحة.. يصبح لكل حادثٍ حديث.
من الملاحظ في قطاع غزة أن المؤسسات الأهلية تلعب دورين أساسيين هما دورها ودور الحكومة.. حتى في المساعدات التي قدمت إلى الأهالي بعد وقف العدوان لوحظ أن دور الحكومة يبدو غائباً أو مغيّباً بشكل قسري، علماً أن الحكومة ساهمت في جمع هذه المساعدات وإرسالها.. إلاّ أنه في مرحلة وصولها إلى القطاع تفقد الحكومة أي دور لها.. حتى أن كثيراً من المواطنين الذين يتلقون هذه المساعدات لم تكن لديهم أي معلومة عن دور الحكومة في جمعها وإرسالها.. وهذا يؤكد على العجز الإعلامي للحكومة حول دورها في المساعدة أو تحمّل مسؤولياتها.
أكثر من شهر مرّ على وقف العدوان وكثير من المواطنين الذين هدمت منازلهم ما زالوا ينتظرون من يقوم بتقييم الأضرار التي أصابت ممتلكاتهم سواء أكان الدمار كاملاً أم جزئياً.. حتى أن كثيراً من المواطنين، أيضاً، عبّروا عن استيائهم من ضعف الأداء الحكومي والتقصير الواضح في تقديم أي مساعدة لهم في إعادة تأهيل منازلهم التي تعرضت لدمار جزئي.. والبعض ما زال ينتظر التقييم من أجل أن يعيد بنفسه التأهيل.. على أمل أن يتم تقديم المساعدة له فيما بعد.. 
من المشاهد الصعبة الاكتظاظ والإجراءات البطيئة على معبر رفح ، فقد يحتاج المسافر إلى أكثر من يوم من أجل الخروج من هذا المعبر للوصول إلى الأراضي المصرية، أو السفر للخارج عن طريق الترحيل، وللترحيل قصة ربما لا يوجد لها مثيل في العالم.. والتي تقوم على أساس تجميع المسافرين في قاعة في المعبر ثم نقلهم في حافلات إلى المطار واحتجازهم هناك في قاعة خاصة تفتقر لكثير من الخدمات قبل نقلهم مباشرة إلى طائراتهم المتجهة إلى بلدان متعدّدة.
ومن المشاهد الأكثر إثارة للمشاعر - رغم هذا العدوان الهمجي، والدمار الشامل و النكبة الحقيقية - أن الناس يحاولون العودة إلى حياتهم الطبيعية، فشواطئ غزة يرتادها آلاف المواطنين، وحركة الصيد في البحر تبدو أكثر فعالية، والأماكن السياحية تعمل وإن على خجل.. فغزة كطائر الفينيق تحاول أن تنهض من تحت الرماد.
abnajjarquds@gmail.com
145

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد