التعليم العالي تكشف حقيقة وتفاصيل منحة فينزويلا
رام الله / سوا /
كشف الوكيل المساعد لشؤون التعليم العالي أنور زكريا التفاصيل الدقيقة للمنحة الفنزويلية والتي أثارت انتقادات واسعة خلال الأسبوع الماضي إثر الكشف عن وجود طلبة من الفرع الأدبي وتقل معدلاتهم عن 80%.
وأكد زكريا خلال برنامج ساعة رمل الذي يبثه تلفزيون وطن ، أن كل ما أثير حول المنحة الفنزويلية "كذب وافتراء" وأن المنح مازالت قائمة لفنزويلا وأن الوزارة بصدد إجراء الأمور الخاصة فيها بشكل طبيعي.
وأوضح أن قضية المنحة الفنزويلية حاولت كثير من الأحزاب وبعض التيارات تحقيق مكسب سياسي لشخصها وحزبها على حساب المصلحة الوطنية دون أن تستند لأي معلومات عن المنحة ولم تتعب نفسها بالاتصال بالسفارة الفنزويلية بعمان.
وأشار إلى أن المنحة الفنزويلية لـ 1000 طالب جاءت بعد جهد خارق من سفارة فلسطين في فنزويلا أيام العدوان على غزة العام الماضي، حيث تم تخصيص عدد إضافي من المنح للطلبة الفلسطينيين بعد أن كانت تتراوح بين 15-20 منحة سنويا فقط.
وأشار زكريا إلى أن المنحة لـ 1000 طالب توزع على مدار سنوات في مختلف التخصصات وليست على مدار سنة واحد، وتشمل الضفة الغربية وقطاع غزة ومن يحمل وثيقة فلسطينية في سوريا ولبنان وأي مكان آخر.
ونوه إلى أن 4 دفعات من الطلبة الفلسطينيين ذهبت لفنزويلا خلال السنوات الماضية وأن العام القادم سيشهد تخريج 20 طالبا بمجال الطب البشري.
مشيرا إلى أن "برنامج التعليمي الخاص بالمنحة عرض على مجموعة من المتخصصين، وتم الاعتراف به من قبل وزارة التعليم العالي الفلسطينية قبل 5 سنوات، مضيفا أن "الطبيب عند عودته من فنزويلا سوف يتقدم لامتحان مزاولة المهنة"، مشددا أن "لا صحة لادعاء بعض من الطلبة بأنه برنامج طب مجتمعي، لأن هدف المنحة الفنزويلية تقديم خدمة للطلاب الذين ليس لديهم قدرة على دفع رسوم مالية كبيرة".
وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم العالي وضعت شروط تتمثل بضرورة حصول المتقدم للمنحة على معدل 80% فأعلى وكان هذا في شهر 9/2014، مؤكدا أن الوزارة لم تستلم أي طلب أقل من 80% فرع العلمي وأن الأسماء موجودة لدى الوزارة، بالإضافة أن يكون المتقدم من ذوي الدخل المحدود كما اشترط الجانب الفنزويلي وراعى التوزيع الجغرافي.
وأوضح زكريا أنه تقدم 250 طالب للمنحة وتم اعتماد 100 منهم لا تقل معدلتهم عن 80% بينهم اثنان من عمان وثلاثة آخرين من سوريا وأرسلت الأسماء للسفارة الفلسطينية في كاركاس ومن ثم لوزارة التعليم الفنزويلية وأعلنت الأسماء على موقع الوزارة.
وأشار إلى أن الوزارة أجرت عدة لقاءات مع الطلبة المختارين وتم تعريفهم بالبرنامج التعليمي وفنزويلا ومن لم تتناسب معه المنحة تم استبداله.
وحول ما أثير من أزمة حول المنحة، قال زكريا "ما حدث في وقت ذهاب الطلاب وقت مغادرة الطلبة من عمان ، آثروا الفنزويليين أن تأتي طائرة خاصة لنقلهم في مطار ماركا الدولي وكان أمامها 3 أيام وطلاب الضفة انتقلوا بكل سهولة ولكن طلاب غزة كان لدينا مشكلة واستطعنا إخراج 35 طالب وتم إعادة 5 طلاب بسبب العراقيل، ووصل عدد الطلاب الى 95 طالب ".
وتابع "كان على الطائرة الفنزويلية نائب الرئيس الفنزويلي لشؤون الطلبة و35-40 من الشبيبة الفنزويلية ونظمت سفارة فنزويلا في عمان بالتنسيق مع بعض أصدقائهم من أحزاب يسارية وقومية زيارة للتجمعات الفلسطينية في الأردن حيث كان الفنزويليين متحمسين جدا لتقديم أي مساعدة للفلسطينيين، وخلال يومين وصل 25 طالب لاستغلال بعض المواقع الشاغرة في الطائرة بحسن نية من الفنزويليين ولكن لم تكن لدينا أو لوزارة الخارجية وسفارة فلسطين بالأردن علم بالموضوع".
وأضاف أن 25 طالبا كانوا يمكلون شهادة الثانوية العامة إلا أنه كان بينهم من الفرع الأدبي ومنهم من ذهب لغرض العمل أو اعتبار فنزويلا طريق عبور لبلدان آخرى ومنهم من كانت معدلاتهم فوق الـ 80% أو أقل، مؤكدا أن سبب الخلل كان من قبل الأحزاب اليسارية والقومية التي رشحت الأسماء للفنزويلين.
وأضاف زكريا "عند انطلاع الطائرة كان 25 طالبا لا نعرف عنهم شيء ولا علاقة له بالمنحة الفنزويلية بالإضافة لـ95 طالبا من الضفة الغربية وقطاع غزة"، مضيفا عند وصولنا "كاراكاس وجدت أن أحد الطلاب حامل صورة ابنته ويبكي وعندما سألته قال أريد العودة وقمت بجمع الطلاب الـ25 القادمين لتعريفهم بأنهم يمكلون رقم وطني أردني وفي حال تعليمهم لن تفيدهم الشهادة".
وأكد أنه عندما جمع الطلاب وجد أن بعضهم لا يوجد معهم جواز سفر فلسطيني وفي بعض الأسماء لا تحقق شروط المعادلة بالأردن، مشيرا إلى تفهم بعضهم لطلب التعليم العالي منهم المغادرة بحكم النصيحة، موضحا أن اجتماعا جرى مع الجانب الفنزويلي طلب فيه بإعادتهم إلى الأردن كون وجودهم عبث لأنهم لن يستفيدوا من المنحة.
وأكد أن فنزويلا تفهمت الوضع فورا بأنهم لا يمكن أن يستمروا في سكن الطلاب حتى تدارك الأزمة، وعملوا على حجز تذاكر لهم إلا أنها ليست بالسهولة لأن الأمر يحتاج لوقت، متابعا" خلال انتظارهم الترحيل حدث التقاء مع بعض الطلبة من الضفة وغزة وبدأ البعض يريد أن يعتذر عن المنحة، وبعض الطلبة بدأ يشوش على برنامج الطب البشري".
وأكد أن 20 طالبا من الضفة الغربية وغزة عادوا لدوافع شخصية رغم ما قدمته فنزويلا بوساطة نائب الرئيس من تحقيق لشروط الطلبة حيث تم إعداد مطبخ خاص للفلسطينيين، موضحا أن بعض الطلبة اشتكوا من وجود 6 طلاب في غرفة المبيت رغم أن الأمر واضح لهم منذ البداية، ولعدم قدرتهم على التأقلم وكذلك منهم من فكّر أن فنزويلا محطة عبور لمناطق ثانية وكذلك نتيجة حوادث سرقة متفرقة.
وشدد على أن أزمة المنحة الفنزويلية انتهت منذ شهر شباط الماضي، وأن الوزارة تابعت أمور الطلبة الفلسطينيين، إلا أن بعض صحف المعارضة الفنزويلية استغلت عودة بعض الطلاب والتي كانت معترضة بالأصل على منح الفلسطينين 1000 منحة، وكذلك استغلت "هآرتس" العبرية الخبر لضرب العلاقات بين فلسطين وفنزويلا.