الميزان وعدالة: التحقيق الاسرائيلي مُصاب بإعطاب جوهريّة
غزة /سوا/ قال مركزان حقوقيان إن الشهادات التي جُمعت على لسان الشهود تؤكّد أن الجيش الإسرائيلي استهدف اطفال عائلة بكر في منطقة غير عسكرية، وذلك بعكس ما يدّعيه الجيش الإسرائيليّ في تقريره.
وقدم مركز الميزان ومركز عدالة عددًا كبيرًا من التقارير الصحافيّة التي تؤكّد تواجد الصحافيين في الموقع الذي تعتبره إسرائيل "موقعًا عسكريًا".
مصوّر صحيفة نيو يورك تايمز الحائز على جائزة بوليتس، تايلور هايكس، قال لصحيفة الغارديان البريطانيّة أن الموقع "أبعد ما يكون عن أن يبدو مستخدمًا من قبل مقاتلي حماس ".
مصادر صحافيّة أجنبيّة تواجدت في الموقع لفترات زمنيّة طويلة أكّدت أنّ الموقع يُستخدم من قبل الصيّادين بشكلٍ دائم، ويمكن دخوله عبر الشاطئ العام للميناء.
وشدد مركز الميزان ومركز عدالة على أنه "حتّى بالاعتماد على الادعاءات الإسرائيليّة الكاذبة، لا يُمكن إغلاق ملف التحقيق وتبرئة الجيش من انتهاكات للقانون الدولي الإنساني".
وكان الاحتلال قد اعترفت أنه في لحظة القصف لم تكن هناك أيّ أعمال قتاليّة تصدر عن هذا الموقع، وهو ما تشترطه قوانين الحرب الدوليّة.
الاعتراف بعدم وجود أي عمليّات قتاليّة صادرة عن ذلك الموقع في لحظة القصف كفيل وحده، بحسب مركز الميزان ومركز عدالة، بتوجيه اتهامات للجيش الإسرائيلي بانتهاك القانون الإنساني الدوليّ.
واستنكر مركز الميزان ومركز عدالة ادعاءات الجيش الإسرائيلي بعدم قدرته تمييز الأطفال في مواقع القصف.
وقال الميزان وعدالة ان ادعاءات اسرائيل لا تمت للمنطق بصلة – فالجيش الإسرائيلي يمتلك قدرات تكنولوجيّة عالية تمكنه من التحقق من أدق التفاصيل على الأرض، ومع هذا فلم يكن الجيش بحاجة إلى هذه التقنيّات ليميّز أنّ أشخاص لا يبلغ طولهم، متر وعشرين سنتيمتر بثياب صيفيّة قصيرة ودون أي سلاح، ليسوا مقاتلين من حركة حماس".
وأكّد مركز الميزان ومركز عدالة أنه من أصل أربعة شهود عيان قُدمت إفاداتهم للمدعي العسكري العام، لم يستدعي الجيش الإسرائيلي غير شاهد واحد ليُدلي بإفادته في حاجز إيريز وهو طفل يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة وفقاً لتقرير طبي أرسلت نسخة منه للمدعي العسكري، فيما لم يستدعى ثلاثة من الشهود أبدوا استعدادهم للإدلاء بشهادتهم.
في تقريره يذكر الجيش الإسرائيلي أن الشهود الغزيين الذين تمّت دعوتهم للإدلاء بشهاداتهم رفضوا الحضور. تعقيبًا على هذا الادعاء، أكّد مركز الميزان ومركز عدالة أن "المصادر الصحافيّة الأجنبيّة تؤكّد أن أي من الصحافيين الأجانب الذين تواجدوا في موقع الحدث، صوّروا فيه وكتبوا عنه لم يتم استدعاءه للتحقيق.
وأشار مركز الميزان ومركز عدالة إلى أنّ "الجيش الإسرائيلي استمع إلى نفسه وضرب بعرض الحائط الشهادات التي قدّمتها المؤسسات الحقوقيّة، كما تجاهل تمامًا عشرات الإفادات التي كتبتها الصحافة الأجنبيّة من موقع الحدث ولم يتكلّف دعوة الصحافيين للإدلاء بشهاداتهم.
وقال المركزان:" لا يُمكن لمن ارتكب جرائم حربٍ بهذه البشاعة أن يحقق هو بنفسه بهذه الجرائم – جهاز التحقيق الإسرائيلي مصاب بأعطابٍ جوهريّة، وتتناقض أعرافه مع أعراف القانون الدولي الإنساني".
وأعلن الجيش الإسرائيلي نهاية الأسبوع المنصرم عن إغلاق ملفّ التحقيق بجريمة قتل أطفال عائلة بكر الأربعة، عاهد (9 سنوات)، زكريّا (10 سنوات)، محمّد (11 سنة) وإسماعيل (10 سنوات)، وذلك بهجومٍ صاروخيّ لسلاح الجوّ الإسرائيلي استهدف مجموعة الأطفال الذين كانوا يلعبون عند شاطئ ميناء الصيّادين في مدينة غزّة يوم 16.7.2014، خلال العدوان الأخير على القطاع.
